سجلت أسعار الذهب في السوق المحلية ارتفاعات قياسية مع بداية تعاملات الشهر متأثرة بالصعود الكبير الذي يشهده المعدن الأصفر في البورصات العالمية والذي وصل إلى مستويات تاريخية جديدة متجاوزة التأثيرات السلبية الناتجة عن تراجع سعر الصرف المحلي.
في الأسواق العالمية يواصل الذهب زخمه الصاعد بقوة مقتربا من حاجز 3900 دولار للأونصة ويتجه نحو المستوى النفسي الهام عند 4000 دولار كهدف تالي في ظل تجاهل مؤشرات الزخم التي تظهر تشبع عمليات الشراء على المدى القصير ويعتبر الذهب الملاذ الآمن التقليدي ضد التقلبات الاقتصادية والسياسية وقد حقق مكاسب تتجاوز 47% منذ بداية العام.
على الصعيد المحلي وصلت أسعار الذهب الفورية إلى مستويات غير مسبوقة حيث سجل سعر جرام الذهب من عيار 24 نحو 5985 جنيها وبلغ سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر انتشارا 5237 جنيها كما وصل سعر جرام الذهب من عيار 18 إلى 4489 جنيها وسجل سعر الجنيه الذهب 41896 جنيها.
يأتي هذا الصعود في ظل حالة من عدم اليقين الاقتصادي مدفوعة بدخول الإغلاق الحكومي الأمريكي حيز التنفيذ رسميا بعد فشل الكونغرس والبيت الأبيض في التوصل إلى اتفاق تمويل بسبب الانقسامات الحزبية العميقة وهو ما قد يؤدي إلى أزمة مرهقة وفقدان آلاف الوظائف الفيدرالية.
تزيد هذه التوترات من المخاوف في الأسواق وتدعم الاتجاه الصاعد للمعدن النفيس على المدى القصير والمتوسط خاصة مع السياسة النقدية الحالية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وتزايد التوقعات بتوجهه نحو خفض أسعار الفائدة وهو ما يعزز من جاذبية الذهب الذي لا يدر عائدا ويقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازته.
من جهة أخرى قد يتسبب الإغلاق الحكومي في تأخير صدور بيانات اقتصادية هامة مثل تقرير وظائف القطاعات غير الزراعية لشهر سبتمبر والذي كان من المتوقع أن يقدم مؤشرات دقيقة حول حالة سوق العمل الذي يعد تباطؤه دافعا رئيسيا لقرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.
وكان تقرير فرص العمل JOLTS الصادر مؤخرا قد أشار إلى نمو طفيف في الفرص المتاحة بالولايات المتحدة مع انخفاض في التوظيف مما دفع المتداولين إلى زيادة رهاناتهم على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر وخفض آخر في ديسمبر.
ورغم هذه التوقعات تسود حالة من الحذر في الأسواق بشأن المزيد من التخفيضات في أسعار الفائدة خاصة بعد سلسلة من التصريحات المتشددة لمسؤولي الاحتياطي الفيدرالي حيث أكدت لوري لوغان رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس على ضرورة توخي الحذر الشديد مشيرة إلى أن سوق العمل سيحتاج إلى مزيد من التدهور قبل أن يفكر البنك المركزي في إجراء تخفيضات إضافية.
