سرطان الجلد يرتفع بنسبة 80% مع تغير الفصول.. إليك طرق الوقاية

سرطان الجلد يرتفع بنسبة 80% مع تغير الفصول.. إليك طرق الوقاية
سرطان الجلد يرتفع بنسبة 80% مع تغير الفصول.. إليك طرق الوقاية

رغم أن الشمس تمثل مصدر الطاقة الأساسي للحياة على كوكبنا إلا أن التعرض المستمر لأشعتها فوق البنفسجية يشكل تهديدا صحيا خطيرا ومستمرا. فالضرر الذي تلحقه هذه الأشعة بخلايا الجلد لا يقتصر على فصل الصيف بل يمتد على مدار العام بأكمله مسببا سرطان الجلد الذي يعد أكثر أنواع السرطانات انتشارا في العالم.

وتشير بيانات منظمة الصحة العالمية إلى أن ما يتراوح بين ثمانين وتسعين بالمئة من حالات سرطان الجلد ترتبط بشكل مباشر بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية سواء كانت من مصادر طبيعية كالشمس أو صناعية كأجهزة التسمير. الخطر الأكبر يكمن في أن الإصابة لا ترتبط فقط بحروق الشمس الحادة بل إن التعرض المتكرر للشمس حتى دون ظهور حروق واضحة يسبب ضررا تراكميا في خلايا الجلد مما يزيد من خطر الإصابة بالمرض مع تقدم العمر.

ويوضح الدكتور كومار سريفاستاف استشاري الأمراض الجلدية أن كل تعرض زائد لأشعة الشمس يترك أثرا غير مرئي في خلايا الجلد. ويضيف أن هذا الضرر قد لا يكون ظاهرا في البداية ولكنه قد يتطور لاحقا إلى سرطانات جلدية مختلفة مثل سرطان الجلد الميلانيني أو أنواع أخرى كسرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية. ومع ذلك يمكن الوقاية من معظم هذه الحالات بسهولة عبر الالتزام المستمر بإجراءات الحماية من أشعة الشمس.

لا تقتصر الوقاية من الشمس على الأيام المشمسة الحارة بل يجب أن تتحول إلى عادة يومية طوال فصول السنة الأربعة. في فصل الصيف تبلغ الأشعة فوق البنفسجية ذروتها مما يجعل الحذر واجبا. ينصح الأطباء باستخدام واق شمسي واسع الطيف بمعامل حماية لا يقل عن ثلاثين مع ضرورة وضع كمية كافية وتجديدها كل ساعتين خصوصا بعد السباحة أو التعرق الشديد. كما يجب تجنب أشعة الشمس المباشرة في الفترة بين العاشرة صباحا والرابعة مساء وارتداء ملابس طويلة وقبعات واسعة الحواف ونظارات شمسية تحمي من الأشعة فوق البنفسجية.

في فصل الخريف يكمن خطر خفي حيث يعتقد الكثيرون أن برودة الطقس تعني غياب الخطر. لكن الأشعة فوق البنفسجية تظل موجودة وتسبب أضرارا غير مرئية للبشرة. لذا يجب الاستمرار في استخدام الواقي الشمسي يوميا حتى في الأيام الغائمة مع عدم إهمال الشفاه باستخدام مرطب يحتوي على عامل حماية. ويعد هذا الفصل فترة الخطر غير المتوقع لأن الكثيرين يتهاونون في الحماية بسبب انخفاض درجات الحرارة.

أما في الشتاء فإن الخطر يتضاعف بطريقة مختلفة إذ أن الثلج والجليد يعكسان ما يصل إلى ثمانين بالمئة من الأشعة فوق البنفسجية مما يزيد من شدة تعرض الجلد والعينين للأذى. لذلك من الضروري وضع واقي الشمس على جميع المناطق المكشوفة من الجسم كالوجه والأنف والأذنين واليدين واستخدام مرطبات تحتوي على معامل حماية من الشمس لحماية البشرة من الجفاف والأشعة الضارة.

مع قدوم فصل الربيع واعتدال الطقس يبدأ خطر الأشعة فوق البنفسجية بالارتفاع مجددا. ومن المهم البدء بتطبيق إجراءات الوقاية في وقت مبكر من هذا الفصل لتجنب تراكم الضرر من جديد. ويشمل ذلك استخدام الواقي الشمسي وارتداء نظارات شمسية معتمدة لحماية العينين والحرص على ارتداء ملابس مزودة بعامل حماية من الأشعة فوق البنفسجية. ويشير الدكتور سريفاستاف إلى أن حروق الشمس الشديدة في مرحلة الطفولة تضاعف من خطر الإصابة بسرطان الجلد في مراحل لاحقة من العمر مما يؤكد على ضرورة بدء الوقاية منذ سن مبكرة.