السديس: تمسكوا بالكتاب والسنة وابتعدوا عن الابتداع والإحداث في الدين

السديس: تمسكوا بالكتاب والسنة وابتعدوا عن الابتداع والإحداث في الدين

السديس: تمسكوا بالكتاب والسنة وابتعدوا عن الابتداع والإحداث في الدين

وجه رئيس الشؤون الدينية بالمسجد الحرام والمسجد النبوي ، الشيخ الدكتور: عبدالرحمن السديس؛ عددًا من الوصايا التوجيهية الدينية ، لعموم المسلمين، وقاصدي وزائري الحرمين الشريفين في مستهل شهر ذي القعدة؛ مؤكدا أن شهر ذو القعدة من الأشهر الحُرُم التي قال الله -تعالى- عنها: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة:٣٦]، ومعنى الحُرُم: “أنه يعظم انتهاك المحارم فيها، بأشد مما يعظم في غيرها”. ينظر: [البسيط للواحدي (409/10)].

وقال إن الله -عز وجل- أحتفى بالأشهر الحُرُم وعظَّمها؛ بالاختصاص من بين شهور السنة؛ فينبغي تعظيم ما عظَّم الله -تعالى- بالتمسك بالكتاب والسنة، والبعد عن الابتداع والإحداث في الدين.

وحث المسلمين بتحقيق التوحيد والعبودية لله -تعالى-والاخلاص له العمل ظاهرًا وباطنًا، وليكن لسان حالك ومقالك: ﴿إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي للهِ رَبِّ العالَمينَ۝لا شَريكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرتُ وَأَنا أَوَّلُ المُسلِمينَ﴾ [الأنعام: ١٦٢-١٦٣].

وتابع قائلًا ” خصَّ الله -عز وجل- الأشهر الحُرُم بمزيد تأكيد نهي باجتنباب الظلم فيها؛ لكونها أبلغ في المأثم والمغرم من غيرها -مع حرمة الظلم مطلقًا-، فقال: ﴿فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة:٣٦]، وأظلم الظلم: صرف العبادة لغير الله -تعالى-، كمال قال سبحانه: ﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ﴾ [لقمان:١٣].

وأردف قائلا ” اقتدِ بهدي النبي ﷺ في العبادات قولًا وفعلًا، فهو عنوان محبتك لله ولرسوله ﷺ، كما قال عزَّ وجلَّ: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [آل عمران:٣١].

وحذر من التساهل في رعاية حق هذا الشهر الحرام، وتعظيم حرمته، ومساواته ببقية الشهور مشددا على ضرورة اجتناب الآثام في هذا الشهر الحرام، وفي المسجد الحرام؛ فهو آكد وأبلغ في الإثم، قال تعالى: ﴿ذلِكَ وَمَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللَّهِ فَإِنَّها مِن تَقوَى القُلوبِ﴾ [الحج: ٣٢].

وطالب باغتنام ما ينفع في الدنيا والآخرة، وفق هدي سيد المرسلين، والنأي عما يسخط الله -عز وجل-؛ عنوان تعظيم هذا الشهر الحرام، ورعاية قداسة الحرمين الشريفين حاثا المسلمين على السماحة والرفق واللين مع الزائرين والقاصدين؛ من كريم الخُلق، واحترام الإنسان في أشرف زمانٍ وأطهر مكانٍ.

واكد على ضرورة تجنَّب المساس بأمن الحرمين الشريفين، وأذية قاصديهما؛ فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، ويفدح الأمر إن صدر في الشهر الحرام بالبلد الحرام.

ودعا في ختام وصاياه ان يوفق الله المسلمين لتعظيم حُرُماته، ومتابعة هدي نبيه ﷺ، واقتفاء أثره، وتقبَّل صالح طاعاتكم، إنه سميع مجيب.