تشكل المشروبات الغازية التي يستهلكها الأطفال بشغف كبير تهديدا صحيا مباشرا وخطيرا يتجاوز مجرد كونه مشروبا منعشا حيث يحذر الخبراء من عواقبها الوخيمة على أجسامهم النامية. فهذه العبوات الملونة والجذابة تخفي وراءها تركيبة من السكريات المفرطة والأحماض والكافيين التي تضع أساسا لأمراض ومشكلات صحية معقدة قد ترافق الطفل طوال حياته.
يمتد التأثير السلبي لهذه المشروبات ليصل مباشرة إلى دماغ الطفل وجهازه العصبي فالكافيين الموجود فيها يحفز الجهاز العصبي بشكل مفرط مما يؤدي إلى صعوبات جمة في النوم وتقطعه ويقلل من عمقه. هذا الاضطراب في النوم ينعكس سلبا على قدرة الطفل على التركيز في المدرسة ويسبب له اضطرابات سلوكية واضحة مثل العصبية الزائدة وفرط الحركة الذي يصعب السيطرة عليه.
تعتبر صحة العظام والأسنان من أكبر ضحايا الاستهلاك المنتظم للمشروبات الغازية. يحتوي حمض الفوسفوريك الموجود بوفرة في هذه المشروبات على مواد تعمل على سحب الكالسيوم من العظام وهو المعدن الأساسي لبنائها مما يجعلها هشة وأكثر عرضة للكسور حتى مع الإصابات الطفيفة ويفتح الباب أمام الإصابة بهشاشة العظام في سن مبكرة. وفي الوقت نفسه يتحد السكر مع البكتيريا في الفم لمهاجمة مينا الأسنان مباشرة مسببا تآكلها وتسوسها بشكل سريع.
يؤدي الإفراط في تناول هذه المشروبات إلى خلل كبير في التوازن الطبيعي لأجهزة الجسم الداخلية حيث يؤثر على التوازن الحمضي القلوي في المعدة وقد يسبب التهابات مزمنة بها. كما أن احتواءها على كميات هائلة من السكر يرفع من خطر الإصابة بداء السكري نتيجة للاضطرابات التي تحدثها في مستويات سكر الدم وتزيد من احتمالية الإصابة بالكبد الدهني وتتسبب في إدرار البول بشكل متكرر مما يؤثر على وظائف الكلى.
إن السمنة وزيادة الوزن تعد من النتائج الحتمية لشرب الصودا بانتظام لدى الأطفال فالسكريات المضافة لا تقدم أي قيمة غذائية وتتحول سريعا إلى دهون تتراكم بسهولة خاصة في منطقة البطن. هذه السمنة المبكرة لا تؤثر فقط على المظهر الجسدي للطفل بل ترتبط بالعديد من المخاطر الصحية المستقبلية ويمكن أن تسبب اضطرابا في عمل الغدد الصماء وتؤدي إلى سوء التغذية حيث يشعر الطفل بالشبع من هذه السعرات الحرارية الفارغة ويهمل تناول طعامه الصحي.
