
كشفت دراسة علمية حديثة عن مخاطر صحية غير متوقعة قد تتربص بمستخدمي بعض أنواع أحمر الشفاه بشكل يومي حيث أشارت النتائج إلى وجود علاقة محتملة بين الاستخدام طويل الأمد لهذه المستحضرات التجميلية وزيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة أبرزها سرطان الرئة بسبب مكونات سامة تتراكم في الجسم مع مرور الزمن.
إن الخطر الحقيقي لا يكمن في الاستخدام العرضي لمستحضرات تجميل الشفاه بل يتزايد بشكل كبير مع الاستعمال اليومي والمكثف خاصة للمنتجات التي لا تخضع لرقابة صارمة ولا تجري اختبارات دقيقة لتحديد نسبة نقاوة المعادن. ومما يزيد من حجم المشكلة هو غياب اللوائح التنظيمية المشددة في بعض الأسواق والتي لا تضع سقفا واضحا لكمية المعادن الثقيلة المسموح بها في مستحضرات التجميل مما يترك المستهلك عرضة لمخاطر غير معلومة.
أظهرت التحاليل المخبرية أن العديد من منتجات تجميل الشفاه المتداولة في الأسواق تحتوي على معادن ثقيلة تشمل الرصاص والكادميوم والكروم والنيكل وهي مواد سامة معروفة بأضرارها. ويمكن لهذه المعادن أن تجد طريقها إلى داخل الجسم البشري عبر عدة مسارات منها الامتصاص المباشر من خلال جلد الشفاه الرقيق أو عبر الابتلاع غير المقصود عند تناول الطعام والشراب أو حتى من خلال استنشاق الجسيمات الدقيقة المتطايرة خاصة من التركيبات الجافة وغير اللامعة.
على الرغم من أن أحمر الشفاه مصمم للاستخدام الموضعي إلا أن تأثيره لا يتوقف عند سطح الجلد. فبمجرد دخول المعادن الثقيلة إلى الجسم تنتقل عبر مجرى الدم لتصل إلى مختلف الأعضاء الداخلية بما في ذلك الرئتين. ومع التعرض المستمر يمكن لهذه المواد أن تسبب التهابا مزمنا في الأنسجة الرقيقة للرئة وتؤدي إلى حالة من الإجهاد التأكسدي الذي يضعف قدرة الخلايا على إصلاح الحمض النووي التالف وهذا بدوره يرفع من احتمالية حدوث تحولات خلوية سرطانية خصوصا تلك المرتبطة بمعدني الكادميوم والرصاص.
ولتجنب هذه المخاطر الصحية المحتملة ينصح الخبراء بضرورة توخي الحذر عند شراء واستخدام أحمر الشفاه. ويشدد المتخصصون على أهمية اختيار العلامات التجارية الموثوقة والمعروفة بالتزامها بمعايير الجودة والسلامة. كما يفضل البحث عن المنتجات التي تحمل شهادات تؤكد خلوها أو انخفاض محتوى المعادن الثقيلة فيها والتوجه نحو البدائل التي تعتمد على أصباغ نباتية طبيعية بدلا من الأصباغ الصناعية الكيميائية. ومن الإجراءات الوقائية أيضا الحرص على استبدال مستحضرات أحمر الشفاه القديمة بانتظام والحذر عند استخدام التركيبات البودرة التي قد تزيد من فرصة استنشاق الجزيئات الضارة.