
شهدت أسواق الذهب المحلية في مصر حالة من الاستقرار النسبي مع بداية تعاملات يوم الجمعة الموافق 3 أكتوبر وذلك بعد فترة من التحركات السعرية المتباينة التي شهدتها الأيام الماضية. ويأتي هذا التوازن في ظل وجود ضغوط متضاربة تدفع الأسعار صعودا وهبوطا في آن واحد.
وعلى الصعيد العالمي أدى فشل مشروع قانون الإنفاق الذي قدمه الحزب الجمهوري في الحصول على الموافقة اللازمة بمجلس الشيوخ إلى دخول إغلاق الحكومة الأمريكية حيز التنفيذ رسميا. وتسبب هذا الإغلاق الناتج عن الانقسامات الحزبية العميقة في إيقاف معظم العمليات الحكومية مما يهدد بفقدان آلاف الوظائف الفيدرالية ويشعل فتيل أزمة طويلة ومعقدة.
هذه الأجواء من عدم اليقين السياسي والاقتصادي عززت من جاذبية الذهب كملاذ آمن للمستثمرين حول العالم وهو ما دفع الأسعار العالمية إلى مواصلة قفزاتها لتصل إلى أعلى قمة لها على الإطلاق مقتربة من 3900 دولار للأوقية وسط طلب مرتفع. ويعد الذهب التحوط التقليدي ضد المخاطر وقد حقق مكاسب لافتة تجاوزت 47 بالمئة هذا العام مستفيدا من بيئة أسعار الفائدة المنخفضة التي تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائدا.
ويزيد الإغلاق الحكومي من تعقيد المشهد الاقتصادي حيث قد يتسبب في تأخير صدور بيانات وظائف القطاعات غير الزراعية لشهر سبتمبر والتي كانت الأسواق تترقبها للحصول على مؤشرات دقيقة حول وضع سوق العمل. وكان تباطؤ سوق العمل دافعا رئيسيا لقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر الماضي.
وقد أشار تقرير JOLTS الصادر يوم الثلاثاء إلى نمو طفيف في فرص العمل المتاحة بالولايات المتحدة خلال أغسطس مصحوبا بانخفاض في معدلات التوظيف الفعلية. وقد عززت هذه البيانات توقعات المتعاملين في الأسواق بحدوث انخفاض جديد في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال هذا الشهر يليه خفض آخر في ديسمبر.
ورغم هذه التوقعات يسود الحذر في الأسواق بشأن المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة لا سيما بعد سلسلة من التصريحات المتشددة التي أدلى بها مسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي. فقد أكدت لوري لوغان رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس على ضرورة توخي الحذر الشديد بشأن أي تخفيضات مستقبلية مشيرة إلى أن سوق العمل سيحتاج إلى مزيد من التدهور قبل أن يفكر البنك المركزي في اتخاذ مثل هذه الخطوة.
وفي السوق المصرية كانت الأسعار قد سجلت تراجعا يوم أمس بقيمة 40 جنيها بعد وصولها لمستويات تاريخية في التعاملات الفورية. أما عن أسعار اليوم فقد سجل عيار 24 سعر 5928 جنيها وبلغ سعر عيار 21 الأكثر انتشارا 5187 جنيها. كما وصل سعر عيار 18 إلى 4446 جنيها بينما سجل الجنيه الذهب 41496 جنيها. ويظل الاتجاه الصاعد هو المسيطر على تحركات الذهب على المدى القصير والمتوسط في ظل التوترات الجيوسياسية ومخاوف الأسواق المتعلقة بالإغلاق الحكومي الأمريكي والسياسة النقدية الحالية للبنك الفيدرالي.