
انتهى مشوار المنتخب السعودي لكرة القدم للشباب تحت 20 عاماً في بطولة كأس العالم المقامة في تشيلي بشكل رسمي بعد تلقيه خسارة أمام نظيره النيجيري بثلاثة أهداف مقابل هدفين فجر الجمعة ليسجل الأخضر بذلك خروجه الثامن من الدور الأول في تاريخ مشاركاته المونديالية.
وبهذه النتيجة بقي المنتخب السعودي في المركز الأخير بالمجموعة السادسة دون أي رصيد من النقاط بينما تتصدر كولومبيا والنرويج الترتيب بأربع نقاط لكل منهما وتأتي نيجيريا في المركز الثالث بثلاث نقاط ما يعني استحالة تأهل الأخضر حتى في حال فوزه في مباراته الأخيرة.
وتعود أسباب الخروج المبكر إلى لوائح البطولة التي تعتمد على نتائج المواجهات المباشرة بين المنتخبات عند تساويها في النقاط بدلاً من فارق الأهداف ولهذا السبب فإن فوز المنتخب السعودي في مباراته القادمة ضد النرويج وخسارة نيجيريا أمام كولومبيا لن يغير من موقعه في ذيل الترتيب.
وخلال عشر مشاركات في نهائيات كأس العالم للشباب لم يتمكن المنتخب السعودي من تجاوز دور المجموعات سوى في مناسبتين فقط ما يعكس صعوبة المهمة التي واجهتها الأجيال المتعاقبة من اللاعبين الشباب في هذا المحفل العالمي الكبير.
وكانت أبرز إنجازات الأخضر الشاب في المونديال خلال بطولة كولومبيا عام 2011 حين بلغ دور الستة عشر للمرة الأولى في تاريخه بعد تحقيقه انتصارين على كرواتيا بهدفين نظيفين وعلى جواتيمالا بستة أهداف دون مقابل ورغم خسارته أمام نيجيريا فقد ضمن تأهله قبل أن ينهي المنتخب البرازيلي مسيرته في ثمن النهائي بثلاثية نظيفة وساهمت هذه البطولة في بزوغ نجم لاعبين مثل ياسر الشهراني ومحمد آل فتيل.
وتكرر الإنجاز في نسخة كوريا الجنوبية عام 2017 عندما نجح المنتخب السعودي مجدداً في حجز مقعده بدور الستة عشر للمرة الثانية على التوالي بعد فوزه على الإكوادور بهدفين لهدف وتعادله مع أمريكا بهدف لمثله وخسارته من السنغال بهدفين وقدمت تلك البطولة أسماء أصبحت اليوم من ركائز الكرة السعودية مثل عبد الإله العمري وسامي النجعي وناصر الدوسري.
بدأت رحلة المنتخب السعودي المونديالية قبل حوالي أربعة عقود في نسخة روسيا عام 1985 وخرج وقتها من الدور الأول برصيد ثلاث نقاط بعد تعادل سلبي مع إسبانيا وفوز على إيرلندا بهدف نظيف وخسارة أمام البرازيل بهدف وحيد وشهدت تلك النسخة تسجيل محيسن الجمعان لاسمه في التاريخ كأول لاعب سعودي يهز الشباك في كأس العالم للشباب.
المشاركة الثانية كانت على الأراضي التشيلية نفسها عام 1987 لكنها لم تكن موفقة حيث ودع الأخضر البطولة بثلاث هزائم متتالية أمام ألمانيا وبلغاريا وأمريكا ورغم ذلك برز في تلك البطولة نجوم كبار أمثال خالد مسعد وزكي الصالح وأحمد جميل.
وعندما استضافت المملكة البطولة عام 1989 لم يتمكن المنتخب من استغلال عاملي الأرض والجمهور وخرج من المجموعات بعد هزيمتين من نيجيريا وتشيكوسلوفاكيا قبل أن يحقق فوزاً شرفياً كبيراً على البرتغال بثلاثية نظيفة وهي البرتغال التي فازت باللقب لاحقاً وبرز في ذلك الجيل فؤاد أنور وفهد المهلل ومنصور الموينع.
وفي أستراليا عام 1993 غادر الأخضر مجدداً من الدور الأول مكتفياً بنقطتين من تعادلين سلبيين مع البرازيل والنرويج وخسارة من المكسيك وقدمت تلك المشاركة مواهب أصبحت فيما بعد من نجوم الكرة السعودية مثل الحارس حسين الصادق وفهد الغشيان وعبيد الدوسري ومحمد شلية.
ولم تختلف مشاركة نيجيريا 1999 عن سابقاتها حيث خرج المنتخب بنقطة وحيدة من تعادل مع المكسيك وهزيمتين أمام أستراليا وإيرلندا وشارك في تلك البطولة لاعبون مثل الحارس مبروك زايد وأحمد البحري وصالح الصقري.
أما نسخة الإمارات عام 2003 فقد شهدت خروجاً مبكراً أيضاً برصيد نقطتين من تعادلين مع المكسيك وكوت ديفوار وخسارة من إيرلندا لكنها كشفت عن جيل مميز من اللاعبين ضم عساف القرني وناجي مجرشي وعيسى المحياني والأخوين أحمد وعبده عطيف.
قبل النسخة الحالية كانت آخر المشاركات في بولندا عام 2019 وعاد فيها المنتخب لدوامة الخروج من الدور الأول بعد ثلاث هزائم متتالية أمام فرنسا ومالي وبنما ورغم النتائج السلبية فقد شهدت تألق جيل يمثل حالياً نواة للمنتخب الأول أبرزهم سعود عبد الحميد وحسان تمبكتي وخليفة الدوسري وفراس البريكان.