
أوضح خبير في أمراض القلب أن الإفراط في استهلاك السكر يؤدي إلى ارتفاع مزمن في مستويات الإنسولين ما يدفع الجسم إلى تخزين الدهون الحشوية الضارة حول الأعضاء الحيوية وهي العملية التي تؤدي بمرور الوقت إلى مقاومة الإنسولين وتزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة تهدد الحياة.
تعتبر الدهون الحشوية التي تتكون في عمق تجويف البطن وتعرف بالكرش أكثر خطورة من الدهون تحت الجلد لأنها تلتف حول الكبد والبنكرياس والأمعاء وتفرز مواد تحفز الالتهابات المزمنة وهذا يجعلها سببا رئيسيا في تطور أمراض القلب والأوعية الدموية والكبد الدهني والسكتة الدماغية وداء السكري.
وتكشف دراسات علمية حديثة أن الصيام المتقطع يتفوق بفعالية كبيرة على أنظمة تقييد السعرات الحرارية التقليدية في التخلص من دهون البطن العميقة حيث أظهرت إحدى الدراسات أن مجموعة الصيام فقدت نحو ثلث كتلة الدهون الحشوية لديها مقارنة بنسبة لم تتجاوز 14% لدى مجموعة تقييد السعرات.
ويكمن سر فعالية الصيام في قدرته على خفض مستويات هرمون الإنسولين بشكل كبير وهو ما يسمح للجسم بالانتقال من حرق الجلوكوز إلى الاعتماد على الدهون المخزنة للحصول على الطاقة وبذلك تصبح الدهون الحشوية هي الهدف الأول الذي يحرقه الجسم خلال فترات الصيام.
ويقدم الصيام آلية فسيولوجية فريدة تختلف عن مجرد تقليل الطعام فالجسم في أول اثنتي عشرة ساعة من الصيام يستهلك مخزون الغليكوجين وبعد نفاد هذا المخزون يبدأ في عملية حرق الدهون بشكل مباشر ومكثف لاستهداف دهون البطن دون أن يؤدي ذلك إلى خسارة كبيرة في الكتلة العضلية على عكس تقليل السعرات الذي قد يبطئ الأيض ويفقد الجسم الدهون والعضلات معا.
وتتعدد الفوائد الصحية للصيام لتشمل تقليل مؤشرات الالتهاب في الجسم وتحسين حساسية الخلايا للإنسولين ودعم صحة القلب والتمثيل الغذائي بشكل عام كما يساهم الصيام بشكل ملحوظ في تقليل تراكم الدهون على الكبد وتقليص محيط الخصر.
ويوصي الأطباء بدمج الصيام المتقطع مع تقليل استهلاك السكر واتباع نظام غذائي متوازن كاستراتيجية متكاملة لتعزيز الصحة الأيضية والوقاية من الأمراض المزمنة على المدى الطويل وتحقيق أفضل النتائج الصحية الممكنة.