
تبدأ مرحلة انقطاع الطمث رسميا بعد مرور اثني عشر شهرا متواصلا على آخر دورة شهرية للمرأة وهو ما يحدث عادة في متوسط عمر يبلغ 52 عاما. ورغم أن هذا المصطلح يشير إلى لحظة محددة إلا أنه في الواقع يمثل تتويجا لعملية تحول بيولوجي طويلة ومعقدة تمر بثلاث مراحل أساسية لكل منها خصائصها وتأثيراتها المختلفة على صحة المرأة الجسدية والنفسية.
تستمر مرحلة ما بعد انقطاع الطمث مدى الحياة وتبدأ مباشرة بعد تأكيد توقف الحيض نهائيا. وخلال هذه الفترة يزداد خطر الإصابة ببعض الحالات الصحية نتيجة انخفاض مستويات هرمون الإستروجين بشكل دائم ومن أبرز هذه المخاطر أمراض القلب وهشاشة العظام أو قلتها مما يرفع احتمالية السقوط والكسور بالإضافة إلى احتمالية حدوث التهابات في الجهاز البولي التناسلي ومواجهة تحديات تتعلق بالصحة العقلية والمزاج.
تسبق الدخول الرسمي في سن اليأس مرحلة انتقالية تعرف بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث حيث يبدأ الجسم في التمهيد لهذا التغيير الذي يحدث غالبا بين سن 45 و 55 عاما. وتتميز هذه الفترة بحدوث تقلبات في مستويات هرموني الإستروجين والبروجستيرون مما يؤدي إلى ظهور مجموعة واسعة من الأعراض التي تختلف في حدتها من سيدة لأخرى وتشمل هذه الأعراض تغيرات ملحوظة في الدورة الشهرية مثل عدم انتظامها أو حدوث نزيف غزير أو خفيف والشعور بهبات ساخنة والتعرق الليلي الذي يؤثر على جودة النوم.
تتضمن الأعراض الجسدية في فترة ما قبل انقطاع الطمث أيضا الشعور بالألم أثناء العلاقة الزوجية وظهور متلازمة الجهاز البولي التناسلي التي تتجلى في صورة جفاف أو حرقان أو حكة في منطقة المهبل. كما قد تعاني المرأة من آلام في المفاصل والعضلات وصعوبات في التركيز والنسيان وتقلبات مزاجية حادة وتهيج. ويمكن أن تمتد هذه المرحلة التحضيرية لفترة تتراوح بين بضعة أشهر وقد تصل إلى ثماني سنوات بمتوسط يقارب ست سنوات.
يتأثر توقيت بدء هذه المراحل ومدتها بعوامل متعددة وشخصية إلى حد كبير فالوراثة والتاريخ العائلي يلعبان دورا مهما في تحديد سن انقطاع الطمث. كما أن نمط الحياة يؤثر بشكل مباشر إذ يميل التدخين إلى تعجيل هذه العملية. إضافة إلى ذلك يمكن أن تتسبب بعض التدخلات الطبية مثل جراحات استئصال الرحم أو المبيضين أو الخضوع لعلاجات السرطان في بدء هذه المرحلة مبكرا عن موعدها الطبيعي.