
مع قدوم فصل الخريف وتغير الأجواء تبدأ أعراض نزلات البرد المزعجة في الظهور كضيف ثقيل يعكر صفو الكثيرين. تتسبب هذه الأعراض من عطاس وزكام واحتقان وشعور بالخمول في تعطيل الأنشطة اليومية ولكن يمكن مواجهة هذا الوضع بخطوات بسيطة وفعالة من المنزل دون الحاجة لعلاجات معقدة لتخفيف حدة الأعراض وتسريع التعافي بشكل ملحوظ.
يعتبر الحصول على قسط وافر من الراحة حجر الزاوية في أي خطة للتعافي السريع من نزلات البرد فالنوم الجيد يمنح جهاز المناعة القوة اللازمة لمحاربة الفيروس المسبب للمرض. لذلك من الضروري تجنب إرهاق الجسد في العمل أو الدراسة خصوصا خلال اليوم الأول من ظهور الأعراض. وبالتوازي مع الراحة يأتي دور الترطيب المستمر للجسم من خلال الإكثار من شرب السوائل الدافئة التي تفوق ما يعتاد عليه الشخص في الأيام العادية.
لتخفيف الاحتقان وفتح الجيوب الأنفية المغلقة يمكن اللجوء إلى استنشاق البخار الدافئ. يتم ذلك عبر غلي كمية من الماء ووضع بضع قطرات من زيت النعناع أو زيت الكافور ثم تغطية الرأس بمنشفة واستنشاق البخار المتصاعد بعمق لمدة عشر دقائق. كما يساعد استخدام محلول ملحي للأنف في تنظيف الممرات الأنفية وتسهيل التنفس ويمكن إعداده بسهولة في المنزل بإذابة نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب ماء دافئ.
يلعب النظام الغذائي دورا محوريا في تقوية جهاز المناعة لمكافحة العدوى الفيروسية. يُنصح بتناول أطعمة معروفة بخصائصها المعززة للصحة مثل الثوم الذي يعد مضادا طبيعيا للفيروسات والزنجبيل الذي يعمل كمضاد للالتهابات. ويساهم العسل في تهدئة السعال والتهاب الحلق بينما يمد الليمون الجسم بجرعة جيدة من فيتامين سي. ويمكن الجمع بين هذه المكونات في مشروب فعال عبر إضافة عصير نصف ليمونة وملعقة عسل ورشة زنجبيل إلى كوب ماء دافئ وتناوله عدة مرات يوميا.
هناك أخطاء شائعة قد يقع فيها البعض وتؤدي إلى تفاقم الحالة بدلا من تحسنها. أبرز هذه الأخطاء هو اللجوء للمضادات الحيوية دون استشارة طبية حيث أن نزلات البرد هي عدوى فيروسية بطبيعتها ولا تستجيب للعلاجات المخصصة للبكتيريا. ومن السلوكيات الخاطئة أيضا إهمال الراحة ومواصلة الروتين اليومي المجهد والخروج في طقس بارد دون حماية كافية أو تناول المشروبات الباردة التي قد تزيد من تهيج الحلق.