
يعاني الكثيرون من مشكلة صحية مزعجة تعرف بمتلازمة صعوبة الإخراج وهي حالة مرضية تختلف جذريا عن الإمساك العادي والمؤقت. تتسبب هذه المتلازمة في صعوبة شديدة ومستمرة في عملية التبرز مما يؤثر بشكل مباشر على جودة حياة المصاب ويستدعي ضرورة التدخل الطبي لتجنب تفاقمها.
تتجلى أعراض هذه الحالة في صور متعددة أبرزها الإجهاد الشديد أثناء محاولة التبرز والشعور بأن الإفراغ لم يكتمل حتى بعد الخروج من الحمام. وقد يضطر المريض إلى استخدام وسائل مساعدة غير طبيعية كالضغط باليد على البطن أو منطقة الحوض لتحفيز عملية الإخراج مع معاناة مستمرة من آلام بالمستقيم وانتفاخ وغازات. ويصاحب ذلك أحيانا خروج براز صلب ومتقطع أو ظهور دم بسبب مضاعفات مثل الشروخ الشرجية.
ويوضح خبراء الصحة أن أسباب هذه المتلازمة معقدة ومتشابكة فمنها ما هو مرتبط بخلل وظيفي كضعف في عضلات الحوض أو المستقيم أو عدم التوافق الحركي بينهما أثناء عملية الإخراج. كما يلعب كسل القولون دورا رئيسيا في بطء حركة الفضلات. وهناك أسباب عضوية واضحة مثل وجود بواسير أو شروخ شرجية تسبب ألما يمنع الإخراج الطبيعي أو وجود تضيق بالقناة الشرجية وأحيانا أورام. ولا يمكن إغفال العوامل المرتبطة بنمط الحياة مثل النظام الغذائي الفقير بالألياف والخضروات وقلة شرب السوائل والجفاف بالإضافة إلى الخمول البدني والجلوس الطويل. كما تؤثر الحالة النفسية كالتوتر والقلق المزمن وبعض الاضطرابات العصبية على وظيفة الإخراج الطبيعية.
ويحذر الأطباء من أن إهمال التعامل مع متلازمة صعوبة الإخراج قد يقود إلى سلسلة من المضاعفات الصحية الخطيرة. فالضغط المستمر أثناء التبرز يزيد من خطر الإصابة بالبواسير المزمنة والشروخ الشرجية المؤلمة التي قد تنزف. ومع مرور الوقت قد يؤدي الإجهاد المتكرر إلى هبوط المستقيم. كما أن تراكم الفضلات لفترات طويلة داخل الجسم قد يسبب نوعا من التسمم الداخلي فضلا عن التدهور الملحوظ في الصحة النفسية للمريض نتيجة الشعور الدائم بالإحباط والقلق مما يعيق ممارسة أنشطته اليومية بشكل طبيعي.
تتعدد طرق العلاج المتاحة وتعتمد بشكل أساسي على تحديد السبب الكامن وراء المشكلة. وتشمل الخيارات العلاجية تعديلات جوهرية في نمط الحياة أولا عبر زيادة استهلاك الألياف الموجودة بوفرة في الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة مع ضرورة شرب كميات كافية من الماء تتراوح بين لترين وثلاثة لترات يوميا. وينصح الأطباء بالابتعاد عن الأطعمة الدسمة والوجبات السريعة. وقد يتم اللجوء إلى العلاج الدوائي تحت إشراف طبي باستخدام الملينات أو الأدوية المحفزة لحركة الأمعاء والتحاميل. وفي حالات أخرى يكون العلاج الطبيعي وتمارين تقوية عضلات الحوض حلا فعالا لاستعادة التنسيق العضلي. أما في الحالات المتقدمة التي يوجد بها انسداد أو هبوط في المستقيم فيكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل.