
في ظل الارتفاع الملحوظ في معدلات الإصابة بالأمراض السرطانية عالميا وجهت دراسات علمية حديثة الأنظار نحو مكون دقيق داخل خلايا الجسم يعرف باسم الميتوكوندريا مؤكدة وجود ارتباط قوي بين سلامة هذه العضيات الخلوية وبين قدرة الجسم على مقاومة تطور الأورام الخبيثة وتحسين الصحة العامة.
وتعمل الميتوكوندريا بمثابة محطات لتوليد الطاقة في الخلية وهي تلعب دورا حيويا في تنظيم عمليات النمو والتحكم في الموت المبرمج للخلايا وأي خلل يصيبها قد يفضي إلى اضطرابات خطيرة في نمو الخلايا ويفتح الباب أمام التحولات السرطانية وتشير الأبحاث المنشورة في دوريات علمية متخصصة إلى أن تدهور أو تلف هذه العضيات يؤدي إلى حدوث خلل في المادة الوراثية مما ينشط نمو الخلايا السرطانية وانتشارها.
ويشكل اتباع نمط حياة صحي ومتوازن الركيزة الأساسية لدعم وظائف الميتوكوندريا حيث تساهم التغذية السليمة الغنية بمضادات الأكسدة الموجودة في الفواكه والخضروات الطازجة كالتوت والسبانخ والبروكلي في محاربة الجذور الحرة التي تتسبب في إتلافها كما أن ممارسة الرياضة بشكل منتظم تعزز من كفاءة هذه المكونات وتحفز إنتاج خلايا جديدة سليمة مما يقلل من احتمالات تعرضها للضرر.
وقد أظهرت الأبحاث أن تقليل السعرات الحرارية أو تطبيق أنظمة الصيام لفترات قصيرة يمكن أن يحفز الجسم على التخلص من الميتوكوندريا الضعيفة واستبدالها بأخرى أكثر قوة وكفاءة وبالإضافة إلى ذلك فإن الحصول على قسط كاف من النوم وتجنب التوتر النفسي والإجهاد المزمن يدعم وظائفها الحيوية لأن قلة الراحة تزيد من إنتاج الجذور الحرة التي تضعفها.
وينصح الخبراء أيضا بضرورة الابتعاد عن السموم البيئية قدر الإمكان حيث يعتبر التدخين وتلوث الهواء والمبيدات الحشرية من العوامل الرئيسية التي تسبب تلفا مباشرا للميتوكوندريا وتعيق عملها كما أن إجراء فحوصات طبية دورية يساعد في الكشف المبكر عن أي اضطرابات أيضية أو جينية قد تؤثر على سلامة الخلايا قبل أن تتطور إلى أورام.
وقد نبه الخبراء إلى أن هذه الإجراءات الوقائية لا تضمن عدم الإصابة بالسرطان بشكل كامل لكنها تساهم بفاعلية في تقليل مخاطر الإصابة بدرجة كبيرة من خلال الحفاظ على صحة الخلايا وسلامة وظائفها كما شددوا على أهمية استشارة الطبيب المختص قبل البدء في أي نظام غذائي صارم أو تناول مكملات غذائية تهدف إلى تعزيز صحة الميتوكوندريا.