الشوكولاتة الداكنة كنز لصحة قلبك.. خبراء يكشفون سر الحفاظ على شباب الشرايين

الشوكولاتة الداكنة كنز لصحة قلبك.. خبراء يكشفون سر الحفاظ على شباب الشرايين
الشوكولاتة الداكنة كنز لصحة قلبك.. خبراء يكشفون سر الحفاظ على شباب الشرايين

لطالما كانت الشوكولاتة محور جدل واسع في الأوساط العلمية والتغذوية حيث تتأرجح سمعتها بين كونها غذاء ذا خصائص فريدة مفيدة لصحة الإنسان وبين اعتبارها مجرد مصدر للدهون والسكريات يجب الحذر منه. هذا التباين في الآراء يجعل من دراسة تأثيراتها الصحية مسألة معقدة للغاية خاصة أن الأبحاث الغذائية تواجه صعوبات متأصلة تتمثل في تباين أنماط الحياة والعوامل الوراثية والأنظمة الغذائية بين الأفراد ما يجعل تعميم نتائج أي دراسة أمرا صعبا.

يرتكز الاهتمام العلمي بالشوكولاتة على مركبات نباتية محددة تُعرف بالفلافانول والتي يعتقد الخبراء أنها السر وراء الفوائد الصحية المحتملة. وتعمل هذه المركبات على دعم صحة القلب بشكل مباشر من خلال تحسين وظائف الأوعية الدموية والمساهمة في تقليل مستويات الالتهاب في الجسم. هذا الفهم العميق لدور الفلافانول دفع الأبحاث إلى التركيز على قدرتها على مكافحة ظاهرة تعرف باسم الالتهاب المصاحب للشيخوخة.

تمثل ظاهرة الالتهاب المصاحب للشيخوخة حالة التهابية مزمنة ومنخفضة الحدة تزداد بشكل طبيعي مع تقدم الإنسان في العمر وتساهم في رفع مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض خصوصا تلك التي تهدد القلب والأوعية الدموية. وهنا يأتي دور مركبات الفلافانول الموجودة في الكاكاو والتي أظهرت الدراسات الحديثة قدرتها على إبطاء هذه العملية الالتهابية.

كشفت إحدى الدراسات المهمة أن الأفراد الذين استهلكوا مكملات يومية من فلافانول الكاكاو على مدار عامين سجلوا انخفاضا ملحوظا في مستويات البروتين التفاعلي C وهو مؤشر حيوي رئيسي للالتهاب يرتبط بشكل وثيق بأمراض القلب وذلك عند مقارنتهم بمجموعة أخرى تلقت دواء وهميا. ويعتقد الباحثون أن هذا التأثير قد يكون السبب المباشر وراء انخفاض خطر الوفاة بأمراض القلب بنسبة تصل إلى 27% لدى المجموعة التي تناولت الكاكاو.

تستند النظرية العلمية إلى أن الفلافانول يحسن من كفاءة الجهاز الوعائي ويعزز تدفق الدم في الجسم مما يساعد على إبقاء الالتهاب تحت السيطرة ويحافظ على صحة الأوعية الدموية مع مرور الزمن. ويفترض العلماء أن قدرة فلافانول الكاكاو على إبطاء مسار ارتفاع البروتين التفاعلي C بمرور الوقت تفسر آليته في تقليل مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية وهي فرضية تدعمها أبحاث أخرى ربطت بين هذه المركبات ومقاومة ارتفاع ضغط الدم المرتبط بالتقدم في السن.

يبقى النظام الغذائي الشامل هو حجر الزاوية للصحة العامة والشيخوخة السليمة. فالالتهاب في الجسم يخضع بشكل كبير لتوجيه الجهاز المناعي الذي يتركز حوالي 70% منه في منطقة الأمعاء لذلك فإن الاهتمام بجودة الطعام الذي نتناوله وتغذية بيئة الأمعاء بشكل صحي يعد أمرا ضروريا للحفاظ على العافية العامة ومقاومة الأمراض.