
الذهب يواصل التحليق في مصر والأسعار تسجل أرقاماً قياسية جديدة
شهدت أسواق الذهب في مصر قفزة تاريخية في الأسعار خلال مستهل التعاملات المسائية حيث وصلت إلى مستويات غير مسبوقة بالتزامن مع الصعود العالمي للمعدن الأصفر الذي يقترب من أعلى قمة له على الإطلاق وهذا الارتفاع يأتي وسط طلب متزايد نتيجة حالة من عدم اليقين تسيطر على الأسواق العالمية.
يأتي هذا الاتجاه الصاعد الذي يهيمن على تحركات الذهب على المديين القصير والمتوسط مدفوعاً بشكل رئيسي بالتوترات الجيوسياسية والمخاوف السائدة في الأسواق المالية بشأن الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة بالإضافة إلى تأثير السياسة النقدية الحالية التي يتبعها البنك الفيدرالي الأمريكي وتوجهه نحو خفض أسعار الفائدة. ويُعتبر الذهب الملاذ الآمن والتحوط التقليدي ضد التقلبات الاقتصادية والسياسية حيث ينتعش في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة لأنها تقلل من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يقدم عائداً وقد حقق مكاسب تجاوزت 47% هذا العام.
وفي تفاصيل الوضع الأمريكي بدأ الإغلاق الحكومي حيز التنفيذ رسمياً بعد أن فشل مشروع قانون الإنفاق الذي دعمه الحزب الجمهوري في الحصول على الموافقة بمجلس الشيوخ نتيجة المقاومة المستمرة من الديمقراطيين. وبسبب هذه الانقسامات الحزبية العميقة أوقفت الحكومة الأمريكية معظم عملياتها مما يطلق شرارة أزمة طويلة قد تؤدي إلى فقدان آلاف الوظائف الفيدرالية.
أحد التداعيات المباشرة لهذا الإغلاق هو التأخير المحتمل في صدور بيانات وظائف القطاعات غير الزراعية لشهر سبتمبر والتي كان من المقرر أن تصدر يوم الجمعة. وتكتسب هذه البيانات أهمية كبرى كونها تقدم مؤشرات دقيقة حول صحة سوق العمل الأمريكي الذي كان تباطؤه دافعاً أساسياً لقرار البنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر.
وكان تقرير فرص العمل ودوران العمالة JOLTS الصادر يوم الثلاثاء قد أشار إلى نمو طفيف في فرص العمل المتاحة بالولايات المتحدة في أغسطس قابله انخفاض في معدلات التوظيف الفعلية وهو ما عزز من توقعات المتداولين بأن البنك الفيدرالي سيقدم على خفض جديد لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس هذا الشهر مع خفض آخر متوقع في ديسمبر.
ورغم هذه التوقعات يسود الحذر في الأسواق بشأن المدى الذي قد يذهب إليه البنك الفيدرالي في تخفيض أسعار الفائدة خاصة بعد سلسلة من التصريحات المتشددة التي أدلى بها مسؤولون في الاحتياطي الفيدرالي. فقد أكدت لوري لوغان رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في دالاس على ضرورة توخي الحذر الشديد بشأن أي تخفيضات مستقبلية مشيرة إلى أن سوق العمل سيحتاج إلى مزيد من التدهور الواضح حتى يفكر البنك المركزي في اتخاذ المزيد من إجراءات التيسير النقدي.
وعلى الصعيد المحلي جاءت قائمة الأسعار المحدثة لتعكس هذه القفزات حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 مستوى 5985 جنيهاً بينما وصل سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر انتشاراً إلى 5237 جنيهاً وسجل عيار 18 سعر 4489 جنيهاً للجرام أما سعر الجنيه الذهب فقد بلغ 41896 جنيهاً.