
تمر الأيام الأولى للحمل في كثير من الأحيان دون أن تدرك المرأة حدوثه حيث لا تظهر أعراض واضحة ومميزة لدى الغالبية العظمى منهن بينما قد تبدأ مجموعة أخرى من النساء في الشعور بتغيرات مبكرة جدا بعد أيام قليلة من الإخصاب قد تصل إلى خمسة أو ستة أيام فقط تشمل الإحساس بالإرهاق وتغيرات في الثدي.
يستخدم الأطباء والمتخصصون طريقة حسابية خاصة لتحديد بداية الحمل إذ يعتمدون على اليوم الأول من آخر دورة شهرية كنقطة انطلاق لحساب أسابيع الحمل وعلى الرغم من أن الإخصاب الفعلي لا يحدث في تلك الفترة إلا أن هذا الإجراء يساعد بشكل دقيق في تقدير الموعد المتوقع للولادة لاحقا.
تعتبر الدورة الشهرية المتأخرة أو غيابها تماما المؤشر الأولي والأكثر شيوعا الذي يدفع النساء للشك في حدوث الحمل فعملية الإخصاب البيولوجية تحدث عندما يطلق المبيض بويضة ناضجة وهو ما يعرف بالإباضة ثم يلتقي بها حيوان منوي لتلقيحها وغالبا ما يتم ذلك بعد حوالي أربعة عشر يوما من بدء الدورة الشهرية العادية التي تستمر لثمانية وعشرين يوما.
بعد مرور خمسة إلى ستة أيام على عملية التلقيح تبدأ مرحلة جديدة تعرف بالانغراس حيث تلتصق البويضة المخصبة بجدار الرحم الداخلي وقد تؤدي هذه العملية إلى تمزق بعض الأوعية الدموية الدقيقة في بطانة الرحم مما يتسبب في ظهور نزيف طفيف جدا وبعض التقلصات أو التشنجات الخفيفة التي قد تلاحظها بعض السيدات.
من العلامات المبكرة جدا التي قد تظهر هو نزيف الانغراس والذي يختلف كليا عن دم الدورة الشهرية فهو يكون خفيفا للغاية وقد يظهر على شكل بقعة دم صغيرة أو إفرازات وردية اللون ويستمر لساعات قليلة أو لعدة أيام على الأكثر كما قد تشعر بعض النساء بتقلصات خفيفة خلال مرحلة التصاق الجنين بجدار الرحم وتكون هذه التشنجات في منطقة البطن أو الحوض أو أسفل الظهر وتشبه إحساس الشد أو الوخز.
هناك مجموعة أخرى من الأعراض المحتملة التي قد تظهر في الفترة المبكرة من الحمل مثل الشعور بالغثيان الذي قد يترافق مع القيء أحيانا أو يظهر دونه وتطرأ تغيرات ملحوظة على الثديين كالشعور بالامتلاء أو الوخز أو زيادة حساسيتهما مع ظهور الأوردة الزرقاء بشكل أكثر وضوحا وتزداد أيضا الحاجة للتبول بشكل متكرر كما يعد الصداع وارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم الأساسية من العلامات المحتملة.
قد تلاحظ المرأة أيضا بعض الأعراض الأخرى مثل الانتفاخ والغازات والإرهاق الشديد والشعور بالتهيج أو التقلبات المزاجية المفاجئة وقد تظهر رغبة شديدة في تناول أنواع معينة من الأطعمة أو نفور تام من أطعمة أخرى كانت محببة سابقا بالإضافة إلى زيادة ملحوظة في قوة حاسة الشم وظهور طعم معدني غريب في الفم.
تبقى الطريقة الأكثر حسما لتأكيد وجود الحمل هي إجراء اختبار الحمل الذي يعمل عن طريق قياس مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية وهو هرمون فريد لا ينتجه الجسم إلا بعد حدوث الحمل وينصح عادة بإجراء الاختبار بعد تأخر الدورة الشهرية لضمان دقة النتيجة.
يمكن أن تظهر نتيجة إيجابية في بعض الاختبارات الحساسة بعد عشرة أيام من الإخصاب ولكن لضمان الحصول على نتيجة مؤكدة من اختبار البول المنزلي فمن الأفضل الانتظار لمدة ثلاثة أسابيع تقريبا من تاريخ الإخصاب حتى يكون مستوى الهرمون قد تراكم بكمية كافية في البول وتتوفر اختبارات الحمل المنزلية بكثرة وتتميز بدقتها العالية التي تصل إلى تسعة وتسعين بالمئة عند استخدامها بالطريقة الصحيحة بعد مرور أسبوع كامل على الموعد الفائت للدورة الشهرية.