منتخب إندونيسيا يعاني أزمة تواصل غريبة ونجم الفريق يتحول إلى مترجم فوري

منتخب إندونيسيا يعاني أزمة تواصل غريبة ونجم الفريق يتحول إلى مترجم فوري
منتخب إندونيسيا يعاني أزمة تواصل غريبة ونجم الفريق يتحول إلى مترجم فوري

يواجه منتخب إندونيسيا الأول لكرة القدم معضلة تواصل حقيقية داخل صفوفه تعيق الانسجام بين عناصره. وتعود هذه المشكلة إلى التكوين الفريد للمنتخب الذي يعتمد بشكل كبير على لاعبين ولدوا ونشأوا خارج البلاد وحصلوا على الجنسية لاحقًا بناء على أصولهم الإندونيسية ما خلق بيئة متعددة اللغات.

وتكشف قائمة المنتخب الحالية المستدعاة لمواجهة السعودية والعراق في تصفيات المونديال الآسيوية عن حجم هذه الظاهرة حيث تضم القائمة 29 لاعبا بينهم عشرة فقط ولدوا داخل إندونيسيا. أما اللاعبون التسعة عشر الآخرون فقد ولدوا في دول أوروبية مختلفة وجاءت هولندا في المقدمة كبلد ميلاد لستة عشر لاعبا منهم بينما أبصر ثلاثة آخرون النور في بلجيكا وإسبانيا وفنلندا.

وقد اتبعت إندونيسيا خلال السنوات الماضية استراتيجية واضحة لتقوية فريقها الوطني ورفع مستواه الفني عبر البحث عن اللاعبين من أصول إندونيسية في الخارج وإقناعهم بتمثيل منتخب بلاد أجدادهم. لكن هذه الاستراتيجية أفرزت تحديا لغويا كبيرا نظرا لأن غالبية هؤلاء اللاعبين لا يتقنون اللغة الإندونيسية بسبب نشأتهم في مجتمعات أجنبية.

ويعتمد اللاعبون القادمون من الخارج على اللغة الإنجليزية للتفاهم فيما بينهم بينما يستخدم آخرون اللغة الهولندية. وفي ظل وجود لاعبين محليين لا يتحدثون إلا الإندونيسية برز دور لاعب الوسط مارك كلوك كحلقة وصل أساسية. ويقوم كلوك بدور المترجم غير الرسمي داخل الفريق بفضل إجادته ثلاث لغات هي الهولندية والإنجليزية والإندونيسية لتسهيل التواصل ومساعدة زملائه على تعلم أساسيات لغتهم الوطنية.

ولد كلوك البالغ من العمر 32 عاما في هولندا وبدأ مسيرته الكروية هناك وخاض تجارب احترافية متنوعة في اسكتلندا وإنجلترا وبلغاريا. وقرر اللاعب العودة إلى إندونيسيا بلد جذور عائلته في عام 2017 وهو يلعب حاليا مع فريق برسيب باندونج منذ عام 2021.

وتفاقمت مشكلة التواصل داخل المنتخب الآسيوي لدرجة أنها كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء إعفاء المدرب الكوري الجنوبي السابق شن تاي يونج من مهامه الفنية في بداية العام الحالي وفقا لتقارير إعلامية إندونيسية. وكان يونج قد تولى قيادة منتخب إندونيسيا منذ عام 2020 حتى يناير الماضي.

وجاء تعيين الهولندي باتريك كلويفرت خلفا للمدرب الكوري ليكون حلا لهذه الأزمة حيث لعبت جنسيته دورا مهما في ترجيح كفته. فقدرة كلويفرت على التحدث بالهولندية التي يتقنها معظم لاعبي المنتخب عوضت عن سيرته الذاتية التدريبية المحدودة والتي لم تتضمن سوى محطتين بارزتين مع منتخب كوراساو وفريق أضنة دمير سبور التركي في 2023 وظل بعدها دون عمل لعامين قبل قدومه إلى إندونيسيا.