نقص فيتامين د ليس مجرد ألم عظام.. خطر صامت يهاجم جهازك العصبي والمناعي

نقص فيتامين د ليس مجرد ألم عظام.. خطر صامت يهاجم جهازك العصبي والمناعي
نقص فيتامين د ليس مجرد ألم عظام.. خطر صامت يهاجم جهازك العصبي والمناعي

يمثل نقص فيتامين د مشكلة صحية واسعة الانتشار تؤثر على أعداد كبيرة من الناس حول العالم وهو لا يقتصر على مجرد ضعف العظام بل يمتد تأثيره ليرتبط بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض مزمنة خطيرة. ويعتبر هذا الفيتامين عنصرا حيويا لأداء وظائف متعددة في الجسم تتجاوز الحفاظ على الهيكل العظمي إذ يلعب دورا هاما في دعم الجهازين المناعي والعصبي.

تتعدد العوامل التي تؤدي إلى انخفاض مستويات فيتامين د بالجسم ويأتي في مقدمتها عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس التي تعد المصدر الرئيسي لتصنيعه. ويزداد الخطر لدى الأشخاص الذين يقضون أوقاتهم في الأماكن المغلقة أو يقطنون في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية خاصة خلال فصل الشتاء. كما يلعب لون البشرة دورا مهما حيث إن الجلد الداكن الغني بالميلانين يقلل من قدرة الجسم على إنتاج الفيتامين. وهناك عوامل أخرى تشمل التقدم في السن خاصة بعد عمر 65 عاما والسمنة حيث تخزن الدهون الفيتامين بعيدا عن مجرى الدم بالإضافة إلى بعض الحالات الطبية مثل أمراض الكبد والكلى التي تعيق تحويل الفيتامين إلى شكله النشط واضطرابات سوء الامتصاص كمرض كرون وجراحات إنقاص الوزن.

غالبا ما تكون علامات نقص فيتامين د لدى البالغين خفية وغير واضحة مما يؤخر تشخيصها وقد تشمل الشعور المستمر بالتعب والإرهاق وآلاما في العظام والمفاصل خاصة في منطقة الظهر. كما يمكن أن يعاني الشخص من ضعف العضلات أو تشنجاتها مع تغيرات مزاجية قد تصل إلى الاكتئاب. أما عند الأطفال فتظهر الأعراض بشكل أكثر حدة نظرا لنموهم المستمر وتتمثل في ضعف العضلات وآلام العظام وتشوهات المفاصل وتقوس الساقين وهو ما يعرف بالكساح.

تكمن الأهمية الجوهرية لفيتامين د في دوره المحوري بتنظيم مستويات الكالسيوم والفسفور في الجسم وهي معادن لا غنى عنها لبناء عظام قوية والحفاظ عليها. فهو يعزز قدرة الأمعاء على امتصاص الكالسيوم من الغذاء وفي حال نقصه يضطر الجسم لسحب الكالسيوم من مخازنه في العظام لتعويض النقص في الدم مما يؤدي إلى هشاشتها وضعفها. ولا يتوقف دوره عند هذا الحد بل يمتد ليشمل دعم وظائف الجهاز العصبي والمناعي والعضلي. ويتم تحديد مستويات الفيتامين في الجسم عبر فحص دم يقيس تركيز مادة 25-هيدروكسي فيتامين د حيث يصنف النقص إلى درجات تتراوح بين الخفيف الذي يكون أقل من 20 نانوغرام لكل مليلتر والحاد الذي يقل عن 5 نانوغرام لكل مليلتر.

إن انخفاض مستويات هذا الفيتامين لا يهدد العظام فقط بل يرتبط أيضا بزيادة احتمالية الإصابة بالعديد من الحالات المرضية الخطيرة مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسكري من النوع الثاني والتصلب المتعدد وبعض أنواع السرطان.

يمكن الوقاية من نقص فيتامين د وعلاجه عبر عدة طرق متكاملة. يشمل ذلك اتباع نظام غذائي غني بمصادره الطبيعية التي تتواجد بشكل أساسي في الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة والماكريل وزيوت كبد السمك وصفار البيض وكبد البقر بالإضافة إلى المنتجات المدعمة كالألبان وعصير البرتقال. كما يعد التعرض لأشعة الشمس المباشرة لفترات قصيرة تتراوح بين 5 إلى 30 دقيقة يوميا وسيلة فعالة لتحفيز الجسم على إنتاجه. وفي الحالات التي لا يكفي فيها الغذاء والتعرض للشمس يتم اللجوء إلى المكملات الغذائية بجرعات يحددها الطبيب والتي عادة ما تعيد المستويات إلى طبيعتها خلال فترة تتراوح بين ستة وثمانية أسابيع.