يمثل الإنتان استجابة مناعية عنيفة وخارجة عن السيطرة تجاه عدوى معينة حيث ينقلب نظام الدفاع في الجسم ضد نفسه مهاجما خلاياه وأنسجته السليمة بدلا من التركيز على مسبب العدوى. هذه الحالة الطبية الخطيرة تؤدي إلى سلسلة من التفاعلات الضارة التي تهدد حياة المصاب بشكل مباشر.
تزداد احتمالية الإصابة بالإنتان بشكل كبير لدى فئات معينة حيث يعتبر كبار السن الذين تجاوزوا الخامسة والستين عاما من الأكثر عرضة. كما يشكل الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة خطرا مرتفعا إلى جانب المرضى المصابين بحالات طبية مزمنة مثل أمراض الكلى والسكري والسرطان والسمنة. وتشمل قائمة الفئات المعرضة للخطر أيضا النساء الحوامل والمرضى الموجودين داخل المستشفيات لأسباب علاجية مختلفة خاصة أولئك الذين تستدعي حالتهم تركيب أنابيب وريدية أو قسطرة أو أنابيب للتنفس. ولا يمكن إغفال المصابين بجروح بالغة أو حروق شديدة فهم كذلك معرضون لهذه المضاعفات الخطيرة.
عندما يبدأ جهاز المناعة في مهاجمة الجسم تتسبب هذه الحالة في حدوث التهاب شامل يعم كافة أنحاء الجسم. ويصاحب ذلك اضطراب خطير في آلية تخثر الدم ما يؤدي إلى تكون جلطات صغيرة متعددة داخل الأوعية الدموية الدقيقة. وهذا الأمر يعيق بدوره تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى الأعضاء الحيوية مثل القلب والكلى والدماغ ما يعرضها لخطر التلف الشديد أو الفشل التام في أداء وظائفها.
كان الأطباء في السابق يصنفون تطور الإنتان عبر ثلاث مراحل واضحة هي الإنتان ثم الإنتان الشديد وصولا إلى الصدمة الإنتانية. لكن المفهوم الطبي الحديث يتعامل مع الحالة بوصفها طيفا متدرجا يبدأ من مجرد وجود عدوى أو بكتيريا في الدم ليتطور إلى الإنتان ثم الصدمة الإنتانية وهي المرحلة الأخطر التي قد تنتهي بحدوث قصور في وظائف عدة أعضاء في الجسم وربما الوفاة.
