
أثار قرار إداري صدر حديثا يقضي بنقل طلاب الصف الثالث الابتدائي من مدارس الطفولة المبكرة المخصصة للبنات إلى مدارس البنين حالة من الاستياء والقلق بين أولياء الأمور الذين فوجئوا بالقرار بعد انقضاء أكثر من شهر على انطلاق العام الدراسي وهو ما يطرح تساؤلات حول توقيت القرار وتأثيره المحتمل على استقرار الطلاب النفسي والتعليمي.
من جانبه حذر الأخصائي الاجتماعي طلال الناشري من التبعات النفسية والاجتماعية التي قد يخلفها هذا الانتقال المفاجئ على الأطفال مشيرا إلى أن القرار كان من الأجدى أن يتخذ قبل بدء الدراسة أو في نهاية العام الدراسي السابق لمنح الطلاب وأسرهم فرصة للتكيف. وأكد الناشري أن الأطفال في عمر التاسعة يكونون روابط صداقة قوية وعلاقات عاطفية ببيئتهم المدرسية وانتزاعهم منها بشكل مفاجئ لإلحاقهم ببيئة جديدة كليا سيعرضهم لضغوط نفسية واجتماعية جديدة هم في غنى عنها.
وتعكس شهادات أولياء الأمور حجم الحيرة التي يعيشونها إذ يتساءل عبدالله السلمي عن الطريقة المناسبة التي يمكنه بها إخبار ابنه بضرورة تركه لمدرسته وزملائه ومعلميه الذين اعتاد عليهم الأمر الذي قد ينعكس سلبا على تحصيله ورغبته في الذهاب للمدرسة. ويرى السلمي أن تطبيق القرار بعد مضي شهر كامل من الدراسة يجعله صعب التنفيذ ويستدعي إعادة النظر فيه متسائلا عن سبب عدم تطبيقه مع بداية العام الدراسي لضمان استيعاب الطلاب في مدارسهم الجديدة دون التأثير على استقرارهم. وفي حالة أخرى أكثر تعقيدا يروي علي العلي أن ابنه مر بسلسلة من التنقلات المربكة حيث بدأ عامه في مدرسة ابتدائية بمعلمين ثم تم نقله بعد أسبوع إلى مدارس الدمج ومنها إلى مدرسة طفولة مبكرة درس فيها قرابة الشهر ليتم إبلاغه الآن بضرورة نقله للمرة الثالثة خلال شهر واحد فقط إلى مدرسة جديدة للبنين.
وفي المقابل بدأت إدارات تعليمية في مناطق عدة منها جدة والمدينة المنورة وينبع والخرمة في تطبيق الإجراءات اللازمة لنقل الطلاب. وقد صدرت توجيهات تشدد على أهمية التنسيق المباشر بين مديري ومديرات المدارس المعنية لإبلاغ أولياء الأمور بمواقع مدارس أبنائهم الجديدة وضمان انتقال سلس ومنظم. كما تم إخطار شركة النقل المدرسي المسؤولة لمراعاة هذه التغييرات في مسارات الحافلات وتحديثها بما يتناسب مع المواقع الجديدة للطلاب.
وتوضح التوجيهات الإدارية أن هذا القرار يهدف إلى تحقيق الاستفادة القصوى من المباني المدرسية وعدم إشغال الفصول الدراسية إلا للغرض المخصص لها. ومن المتوقع أن يؤدي نقل الطلاب البنين إلى إفراغ فصول في مدارس البنات مما يتيح فرصة لمعالجة الكثافة الطلابية العالية لدى الطالبات وتشغيل المباني المدرسية بكامل طاقتها الاستيعابية. وتأمل الجهات المعنية أن يسهم هذا التنظيم في تحقيق توزيع عادل للطلاب بين المدارس ورفع كفاءة تشغيل المباني المدرسية وتعزيز انسيابية خدمات النقل المدرسي.