يمثل الحفاظ على رطوبة الجسم ركيزة أساسية للصحة العامة وهو أمر لا يختلف عليه الخبراء. لكن ما قد يغفل عنه الكثيرون هو أن درجة حرارة الماء الذي نتناوله يمكن أن تقدم مجموعة فريدة من المزايا الصحية الإضافية التي تتجاوز مجرد الترطيب وتؤثر بشكل مباشر على وظائف الجسم الحيوية وتعزز من عافيته الشاملة.
يساهم تناول الماء الساخن في تعزيز الدورة الدموية بشكل ملحوظ حيث يعمل كموسع طبيعي للأوعية الدموية مما يسمح للدم بالتدفق بسهولة أكبر في جميع أنحاء الجسم. وهذا التأثير مشابه لما يحدث عند استخدام العلاجات الحرارية مثل الكمادات الدافئة التي تهدف إلى تحسين تدفق الدم إلى مناطق معينة وبالتالي فإن شرب الماء الدافئ قد يدعم هذه العملية من الداخل.
يعتبر نقص السوائل في الجسم سببا رئيسيا للمعاناة من الإمساك فعندما لا يحصل الجسم على كفايته من الماء تقوم الأمعاء الدقيقة بامتصاص غالبية السوائل من الطعام مما يؤدي إلى الجفاف ويجعل حركة الأمعاء أكثر صعوبة. وتشير الأبحاث إلى أن المشروبات الدافئة وعلى رأسها الماء الساخن تساعد على تهدئة الجهاز الهضمي وتحفيز حركة الأمعاء ما قد يخفف من حالات الإمساك المزمن وما يصاحبها من مشكلات مثل الانتفاخ.
يمثل الماء الساخن علاجا منزليا فعالا عند الإصابة بنزلات البرد حيث يعمل على تليين الحلق الملتهب وتخفيف حدة الالتهاب كما أن البخار والسوائل الدافئة تساعد على إذابة المخاط وتسهيل طرد البلغم. وبشكل مشابه يرتبط تأثير الماء الدافئ بتنظيم درجة حرارة الجسم إذ يساعد تناوله في الظروف الباردة على تدفئة الجسم من الداخل وتقليل الارتعاش مما يوفر على الجسم الجهد المبذول للحفاظ على حرارته الطبيعية.
يشجع استخدام الماء الساخن على استهلاك مشروبات أخرى مفيدة مثل الشاي والقهوة. ويرتبط استهلاك هذه المشروبات باعتدال بالعديد من الفوائد الصحية المحتملة بما في ذلك دعم صحة القلب وتقليل مخاطر الإصابة ببعض الأمراض المزمنة وأنواع معينة من السرطان.
على الرغم من فوائده يبقى الخطر الرئيسي عند شرب الماء الساخن هو احتمالية الإصابة بحروق في اللسان أو الحلق. لذلك يجب تجنب تناول الماء وهو في درجة الغليان والحرص دائما على اختبار درجة حرارته برشفة صغيرة أولا. وبالنسبة لمن يستخدمون الماء الساخن لإعداد مشروبات تحتوي على الكافيين فإن الإفراط في تناولها قد يؤدي إلى الشعور بالتوتر أو العصبية الزائدة.
