
تُعرف اليابان بأنها موطن لأطول الناس أعمارًا على مستوى العالم حيث لا يعود هذا الأمر إلى مجرد الصدفة بل هو نتاج منظومة متكاملة من العادات اليومية التي تشمل التغذية الصحية والنشاط البدني والعناية بالصحة النفسية والبشرة وهي ممارسات مدعومة بالأبحاث العلمية وتثبت فعاليتها في تعزيز الحيوية وتأخير مظاهر الشيخوخة.
تعتبر الفلسفات العميقة جزءًا لا يتجزأ من أسلوب الحياة الياباني ومنها مفهوم إيكيجاي الذي يعني إيجاد سبب للوجود أو الشعور بالهدف في الحياة وهو يشمل كل ما يضفي قيمة وبهجة على الأيام سواء كان ذلك من خلال العلاقات الأسرية أو العمل أو الهوايات وقد أظهرت الدراسات أن تبني هذا المفهوم يسهم في خفض هرمونات التوتر ويعزز الصحة العقلية ويطيل العمر وبجانب ذلك تأتي ممارسة الامتنان كعادة يومية ثبت علميًا أنها تعزز قوة الدماغ.
ولتحقيق التوازن النفسي يوصي الأطباء اليابانيون بممارسة شينرين يوكو أو ما يعرف بالاستحمام في الغابة وهو الانغماس في الطبيعة بعيدًا عن صخب الحياة الحديثة حيث يساهم هذا الطقس في تخفيف الإجهاد وتقوية جهاز المناعة وتهدئة العقل من خلال استنشاق الهواء النقي والتأمل في المناظر الطبيعية مما يحفز إفراز هرمونات السعادة.
يبدأ اليوم الياباني النموذجي بطقوس صباحية محددة فالاستيقاظ المبكر مع التعرض لأشعة الشمس الأولى يساعد على تنظيم الساعة البيولوجية للجسم وتحسين جودة النوم ودعم التوازن الهرموني بالإضافة إلى تعزيز مستويات فيتامين د الضروري لصحة العظام والمناعة ثم يأتي دور ميسوجي وهو طقس قديم للتنفس العميق يهدف لتنقية العقل والجسد ويساعد على خفض ضغط الدم وزيادة وصول الأكسجين للخلايا مما يمنح الجسم طاقة وحيوية.
ويتبع ذلك الاهتمام بترطيب الجسم فور الاستيقاظ حيث يعمل شرب الماء على تنشيط عملية الأيض البطيئة وتخليص الجسم من السموم ومنح البشرة نضارة كما أن الاستمرار في الترطيب على مدار اليوم يحسن الهضم وينشط الدورة الدموية ويعزز الوظائف العقلية ولا يكتمل الصباح دون تمارين راديو تاسيو وهي حركات تمدد تقليدية تحسن مرونة الجسم وقوة العضلات وتمنع تصلب المفاصل مع التقدم في السن.
يلعب النظام الغذائي دورًا محوريًا في صحة اليابانيين إذ يحرصون على تناول الخضراوات الموسمية الغنية بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة التي تحارب الالتهابات والإجهاد التأكسدي وهما من المسببات الرئيسية للشيخوخة والأمراض كما يشتهر المطبخ الياباني باحتوائه على الأطعمة المخمرة مثل الميسو والناتو والخضراوات المخللة التي تعزز صحة الأمعاء وهو ما ينعكس إيجابًا على الهضم والمناعة ونضارة البشرة والصحة النفسية.
يعتبر الشاي الأخضر مشروبًا يوميًا أساسيًا في اليابان لغناه بمركبات البوليفينول ومضادات الأكسدة القوية التي تساهم في تخليص الجسم من الالتهابات وحماية خلايا البشرة من التلف كما أنه يدعم صحة القلب ويقلل من خطر الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة أما العناية بالبشرة فتعتمد على طريقة التنظيف المزدوج التي تزيل الشوائب تمامًا مع الحفاظ على زيوت البشرة الطبيعية بالإضافة إلى ممارسة تدليك الوجه لتنشيط الدورة الدموية ومحاربة علامات التقدم في السن.