
يُعرف الربو القلبي بأنه حالة صحية تظهر أعراضها التنفسية بشكل مشابه لأعراض الربو التقليدي إلا أن المسبب الرئيسي لها لا يكمن في الجهاز التنفسي بل في قصور القلب الاحتقاني وينشأ هذا الوضع عندما يعجز القلب عن أداء وظيفته في ضخ الدم بكفاءة مما يؤدي إلى تراكم السوائل داخل الرئتين الأمر الذي يعرقل تبادل الأكسجين ويسبب صعوبات حادة في التنفس.
تتعدد العلامات التي تشير إلى الإصابة بالربو القلبي وتتشابه بشكل كبير مع أمراض الجهاز التنفسي الأخرى حيث يعاني المريض من أزيز في الصدر وصعوبة وضيق في التنفس يزداد سوءًا عند اتخاذ وضعية الاستلقاء كما يلاحظ تسارع في وتيرة التنفس وسعال قد يصاحبه بلغم رغوي أو مختلط بالدم ويمكن للطبيب سماع صوت حشرجة مميزة عند فحص الرئتين ومن العلامات البارزة أيضًا نوبات الاختناق الليلي التي تجبر الشخص على الاستيقاظ فجأة وهو يلهث بحثًا عن الهواء.
وإلى جانب هذه الأعراض التنفسية تظهر على المريض مؤشرات أخرى مرتبطة مباشرة بفشل القلب المسبب للحالة وتشمل هذه المؤشرات الشعور بألم في الصدر والإغماء أو الإعياء الشديد وعدم انتظام ضربات القلب وقد يميل لون الجلد إلى الزرقة وفي حالات متقدمة يلاحظ تورم واضح في الساقين أو القدمين مع زيادة في الوزن نتيجة لاحتباس السوائل في الجسم وتزداد كذلك حاجة المريض للتبول خاصة خلال فترة الليل.
تتركز الخطة العلاجية بشكل أساسي على معالجة قصور القلب الذي يمثل السبب الجذري للمشكلة ويتضمن ذلك بروتوكولًا دوائيًا يشمل استخدام مدرات البول للمساعدة على التخلص من السوائل الزائدة المتراكمة في الجسم إلى جانب أدوية أخرى مثل النترات والمورفين التي تعمل على تقليل الضغط الواقع على عضلة القلب ويمكن اللجوء إلى أدوية مقوية للتقلص العضلي بهدف تحسين كفاءة ووظيفة القلب في ضخ الدم.
في بعض الحالات قد يصبح التدخل الجراحي ضروريًا خاصة عند وجود مشكلة في صمامات القلب حيث يتم إصلاحها أو استبدالها لدعم وظيفة القلب وتلعب التغييرات في نمط الحياة دورًا حيويًا في إدارة الحالة إذ يُنصح المريض بتجنب الاستلقاء بشكل كامل وإبقاء الرأس مرفوعًا أثناء النوم كما يعد تقليل استهلاك الصوديوم وممارسة التمارين اليومية الخفيفة جزءًا أساسيًا من العلاج وتتكامل هذه الإجراءات مع توصيات غذائية تركز على زيادة تناول الفواكه والخضروات الطازجة مع ضرورة تقليل مستويات التوتر والاهتمام بالصحة العقلية.