
تحذر خبيرة في الأمراض الجلدية من أن التعرض المستمر لأشعة الشمس يمثل تهديدا مباشرا لصحة وجمال الشعر حيث يتسبب في تغييرات واضحة في لونه وملمسه سواء كان الشعر طبيعيا أو معالجا بالصبغات. ومع الخروج اليومي للعمل أو الدراسة تتعرض خصلات الشعر لتأثير سلبي يفقدها بريقها وحيويتها.
وتوضح الدكتورة لانا شكرى استشارى الأمراض الجلدية أن الأشعة فوق البنفسجية الموجودة في ضوء الشمس هي المسؤولة الرئيسية عن هذا الضرر. تعمل هذه الأشعة على تفكيك جزيئات الميلانين وهي الصبغة الطبيعية التي تمنح الشعر لونه المميز. نتيجة هذا التكسير المستمر للميلانين يبدأ الشعر في فقدان لونه الطبيعي ويظهر عليه البهتان بشكل ملحوظ خصوصا لدى أصحاب الشعر البني الداكن أو الأسود.
لا يقتصر التأثير على الشعر الطبيعي فقط بل يمتد ليشمل الشعر المصبوغ الذي يكون أكثر حساسية. تتفاعل المواد الكيميائية في الصبغة مع الأشعة فوق البنفسجية مما يسرع من عملية زوال اللون وفقدانه لبريقه وجاذبيته. وقد يلاحظ البعض ظهور خصلات أفتح من لون الشعر الأصلي وهو ما يشبه عملية تفتيح طبيعية لكنها غالبا ما تكون غير متناسقة وغير مرغوبة.
تتعدد العوامل التي تزيد من شدة تأثر الشعر بأشعة الشمس وتجعل بعض أنواع الشعر أكثر عرضة للتلف من غيرها. يأتي في مقدمة هذه العوامل لون الشعر الأصلي حيث يتضرر الشعر الفاتح والأشقر بسرعة أكبر من الشعر الداكن نظرا لاحتوائه على كمية أقل من صبغة الميلانين الواقية. كما يلعب نوع الشعر دورا مهما فالشعر الجاف أو الذي يعاني من التقصف يكون أقل مقاومة للعوامل البيئية ويتلف بشكل أسرع.
وتضيف لانا أن الشعر الذي خضع للمعالجات الكيميائية مثل الصبغات يكون في حالة ضعف وتكون بنيته أكثر حساسية وهشاشة. كما أن طول مدة التعرض لأشعة الشمس المباشرة يزيد بشكل طردي من احتمالية تلف اللون وفقدان اللمعان الصحي. فالقضاء ساعات طويلة تحت أشعة الشمس دون حماية كافية يفاقم من المشكلة ويؤدي إلى نتائج سلبية تراكمية.
إلى جانب تغير اللون تسبب أشعة الشمس أضرارا أخرى لبنية الشعرة نفسها. من أبرز هذه الأضرار جفاف الشعر الشديد الناتج عن فقدان الزيوت الطبيعية التي تحافظ على ترطيبه. ويؤدي هذا الجفاف بدوره إلى تقصف الأطراف وضعف بنية الشعرة بشكل عام مما يجعلها تفقد مرونتها ولمعانها الصحي. كما يزداد هيشان الشعر وتشابكه خاصة في الأجواء الحارة والرطبة مما يصعب من عملية تصفيفه والعناية به.
ولحماية لون الشعر والحفاظ على صحته من تأثير الشمس الضار يمكن اتباع مجموعة من الإرشادات الوقائية البسيطة والفعالة. ينصح الخبراء بضرورة استخدام منتجات العناية بالشعر التي تحتوي على عامل حماية من الأشعة فوق البنفسجية. تتوفر هذه المنتجات على هيئة بخاخات أو كريمات تشكل طبقة عازلة تحمي الشعر وتحافظ على لونه ورطوبته.
ويعد ارتداء قبعة أو وشاح عند الخروج في ساعات النهار من أفضل الطرق لتوفير حماية مادية مباشرة للشعر ومنع وصول الأشعة إليه. كما ينصح بتجنب تعريض الشعر المصبوغ حديثا للشمس مباشرة لأن الصبغة في هذه المرحلة تكون غير ثابتة بشكل كامل وأي تعرض للشمس قد يغير من درجتها اللونية. ومن العادات الصحية المفيدة غسل الشعر بماء فاتر أو بارد لأن الماء الساخن يزيد من جفافه ويضعف اللون. ويمكن أيضا الاستعانة بالزيوت الطبيعية المغذية مثل زيت الأرجان أو زيت جوز الهند التي تعمل كطبقة واقية طبيعية تحمي الشعر من الأشعة الضارة وتمنحه التغذية اللازمة.