
تعد أمراض القلب من الحالات الصحية الخطيرة التي قد تتطور بصمت لكنها ترسل إشارات تحذيرية واضحة يتجاهلها الكثيرون. إن الوعي بهذه العلامات وفهم دلالاتها يعد خط الدفاع الأول لتجنب المضاعفات الوخيمة إذ أن التدخل الطبي الفوري عند ظهورها يمكن أن ينقذ حياة الإنسان ويمنع حدوث أضرار دائمة.
من أبرز الأعراض وأكثرها شيوعا للنوبات القلبية هو الشعور بألم أو انزعاج في منطقة الصدر. لا يكون هذا الألم حادا دائما بل قد يصفه البعض بأنه إحساس بالضغط أو الامتلاء أو الضيق في منتصف الصدر. المثير للقلق في هذه العلامة أنها قد لا تكون مستمرة بل تظهر وتختفي على مدى دقائق ما يدفع البعض للاعتقاد بأنها مجرد وعكة عابرة.
قد لا يقتصر الألم على الصدر فقط بل يمتد إلى مناطق أخرى من الجزء العلوي من الجسم وهي علامة لا يجب إهمالها أبدا. من الشائع أن يبدأ الألم في الصدر ثم ينتشر إلى الكتف أو الذراعين وخصوصا الذراع اليسرى. قد يشعر المريض أيضا بألم في الرقبة أو الفك أو حتى الظهر وتعتبر آلام الظهر علامة تحذيرية خاصة لدى النساء.
يأتي الشعور بالتعرق البارد المفاجئ والغثيان والدوخة كإشارة مقلقة أخرى. إن التعرق غير المبرر الذي لا يرتبط بمجهود بدني أو ارتفاع درجة حرارة الجو خاصة إذا تزامن مع أعراض أخرى قد يكون مؤشرا على نوبة قلبية وشيكة. كما أن الإحساس بالغثيان أو الدوار أو الرغبة في الإغماء يدل على ضعف تدفق الدم المحمل بالأكسجين إلى الدماغ نتيجة لقصور في عمل القلب.
يعتبر ضيق التنفس أيضا من الأعراض التي تستدعي الانتباه الفوري. يمكن أن تحدث هذه الحالة مع وجود ألم في الصدر أو بدونه. إن الشعور بصعوبة في التقاط الأنفاس حتى أثناء فترات الراحة أو بعد القيام بنشاط بدني بسيط جدا قد يشير إلى ضعف في عضلة القلب أو وجود انسداد في الشرايين يمنع وصول الدم بشكل كاف.
أخيرا فإن عدم انتظام ضربات القلب أو ما يعرف بالخفقان هو علامة تحذيرية هامة. قد يشعر الشخص بأن قلبه ينبض بسرعة كبيرة أو يتخطى بعض النبضات أو يرفرف بشكل غير طبيعي. هذه الأعراض قد تدل على وجود خلل في النظام الكهربائي المسؤول عن تنظيم عمل القلب وإذا صاحبها دوخة أو صعوبة في التنفس فإنها تشكل حالة طبية طارئة تتطلب استشارة طبية عاجلة.
من الضروري التوجه فورا لطلب المساعدة الطبية عند ملاحظة أي من هذه الأعراض خاصة إذا ظهرت بشكل مفاجئ أو كانت شديدة وغير معتادة. إن التهاون أو تأخير الحصول على العلاج اللازم في مثل هذه الحالات قد يؤدي إلى تلف دائم في عضلة القلب أو حتى الوفاة.