سرطان الثدي.. تأخير أول فحص ماموجرام يرفع خطر الوفاة 40% بدراسة جديدة

سرطان الثدي.. تأخير أول فحص ماموجرام يرفع خطر الوفاة 40% بدراسة جديدة
سرطان الثدي.. تأخير أول فحص ماموجرام يرفع خطر الوفاة 40% بدراسة جديدة

أظهرت نتائج دراسة علمية جديدة أن إهمال النساء لأول فحص ماموغرام له تداعيات خطيرة على المدى البعيد حيث يرفع من احتمالية الوفاة جراء الإصابة بسرطان الثدي بنسبة قد تصل إلى أربعين بالمئة. الدراسة الحديثة التي نشرتها إحدى المجلات الطبية المرموقة استندت إلى متابعة طويلة الأمد شملت مئات الآلاف من النساء في السويد على مدار خمسة وعشرين عاما مما يؤكد على الأهمية القصوى للكشف المبكر في إنقاذ حياة المريضات.

يمثل سرطان الثدي تحديا صحيا كبيرا على مستوى العالم حيث يصنف كثاني أكثر أنواع الأورام الخبيثة شيوعا بين النساء في دول مثل الولايات المتحدة وهو أيضا ثاني مسبب رئيسي للوفيات بينهن. وتشير التقديرات البحثية إلى أن العالم قد يشهد بحلول عام 2050 تسجيل حوالي 3.2 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويا إضافة إلى 1.1 مليون حالة وفاة مرتبطة به. وتكشف البيانات الصحية الرسمية في الولايات المتحدة عن خطورة الوضع فقد تم تشخيص أكثر من مئتين وتسعة وسبعين ألف حالة جديدة خلال عام 2022 بينما تجاوز عدد الوفيات اثنين وأربعين ألف سيدة في عام 2023.

توصي إحدى الهيئات الصحية الأمريكية المعنية بالخدمات الوقائية بأن تبدأ النساء بإجراء تصوير الثدي الشعاعي أو الماموغرام عند بلوغهن سن الأربعين. وينصح بتكرار هذا الفحص الوقائي مرة كل عامين حتى سن الرابعة والسبعين. أما بالنسبة للسيدات اللاتي يواجهن خطرا مرتفعا للإصابة كوجود تاريخ مرضي في العائلة أو حمل طفرات جينية معينة فإنهن يحتجن إلى البدء بالفحوصات في عمر مبكر وبشكل أكثر انتظاما وذلك بعد تقييم حالتهن من قبل الطبيب المختص.

قدمت الدراسة السويدية التي تابعت 432,775 امرأة بيانات مقلقة حيث وجد الباحثون أن ثلث المشاركات تقريبا لم يلتزمن بإجراء فحص الماموغرام الأول. وكشفت النتائج أن هؤلاء النساء كن أيضا أقل التزاما بالفحوصات الدورية اللاحقة وهو ما جعلهن أكثر عرضة لتشخيص المرض في مراحل متقدمة يصعب علاجها. فقد ارتفع لديهن خطر تشخيص السرطان في المرحلة الثالثة بمقدار 1.5 مرة بينما قفز خطر اكتشافه في المرحلة الرابعة المتقدمة إلى 3.6 مرات مقارنة بالنساء الملتزمات بالفحص. وبناء على ذلك كان معدل الوفيات بعد خمسة وعشرين عاما من المتابعة أعلى بشكل ملحوظ بين المجموعة التي أهملت الفحص الأول.

تكمن أهمية الفحص المبكر في تأثيره المباشر على نسب الشفاء حيث تظهر الأبحاث أن اكتشاف المرض في بداياته يرفع فرصة النجاة إلى أكثر من تسعة وتسعين بالمئة. وفي المقابل تنخفض هذه النسبة بشكل حاد إلى اثنين وثلاثين بالمئة فقط عندما يتم تشخيص السرطان بعد انتشاره ووصوله إلى مراحل متأخرة مما يبرز الدور الحاسم الذي يلعبه الماموغرام.

أرجعت خبيرة صحية هذه الظاهرة إلى مجموعة من العوامل المتداخلة التي تمنع النساء من إجراء الفحص في وقته المحدد. ومن بين هذه الأسباب نقص الوعي بأهمية الكشف المبكر والخوف من تلقي نتائج سلبية. كما تلعب صعوبة الوصول إلى المراكز الطبية المتخصصة دورا مهما إلى جانب بعض العوائق الثقافية التي تؤخر الإقبال على الخدمات الصحية الوقائية. وأشار الباحثون إلى أن النساء اللاتي يتجاهلن الفحص الأول يملن إلى إهمال الفحوصات اللاحقة مما يضيع فرصة اكتشاف الورم في وقت مبكر.

بالإضافة إلى الماموغرام توجد فحوصات أخرى يمكن أن تكون ضرورية للنساء الأكثر عرضة للإصابة بالمرض. وتشمل هذه الإجراءات الاختبارات الجينية التي تكشف عن وجود طفرات وراثية تزيد من خطر الإصابة وتصوير الثدي بالرنين المغناطيسي الذي يوفر صورا أكثر تفصيلا. كما يمكن استخدام الموجات فوق الصوتية كأداة فحص تكميلية خاصة لدى النساء اللاتي يمتلكن أنسجة ثدي كثيفة.

على الرغم من أن الفحص الذاتي للثدي لا يغني عن الفحوصات الطبية الدقيقة إلا أن وعي المرأة بطبيعة شكل وملمس ثدييها يعد عاملا مساعدا في رصد أي تغيرات غير طبيعية في وقت مبكر. وهناك علامات تحذيرية تستدعي استشارة الطبيب فورا مثل ملاحظة إفرازات غير معتادة من الحلمة أو الشعور بتورم أو ألم في الثدي. ومن الأعراض الأخرى تغير لون الجلد أو شكل الحلمة وظهور تضخم في الغدد اللمفاوية الموجودة تحت الإبط.

تؤكد الدراسات الطبية على أهمية اتباع نمط حياة صحي لتقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي. وتشمل التوصيات الامتناع تماما عن التدخين وتجنب الاستهلاك المفرط للكحول. كما ينصح بالحفاظ على وزن صحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام واتباع نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات الطازجة.