
أكدت الدكتورة تيفني ريفورد استشاري التغذية العلاجية أن فاكهة البوملي التي تعرف أيضا بالجريب فروت الصيني تعد كنزا غذائيا متكاملا لما لها من فوائد صحية متعددة حيث تدعم صحة القلب وتساهم في تنظيم ضغط الدم وتقوية جهاز المناعة ما يجعلها إضافة قيمة لأي نظام غذائي متوازن يسعى لتعزيز الحيوية والنشاط.
ينتمي البوملي إلى عائلة الحمضيات مثل البرتقال والليمون وموطنه الأصلي هو مناطق جنوب شرق آسيا وتحديدا دول مثل تايلاند وماليزيا والصين. تتميز هذه الفاكهة بقشرتها السميكة التي يتدرج لونها بين الأخضر والأصفر ولبها الداخلي العصيري الذي يتراوح لونه بين الأبيض الوردي والأحمر الفاتح ويجمع طعمها الفريد بين الحلاوة والانتعاش ما يجعلها خيارا ممتازا كوجبة خفيفة أو كإضافة مميزة للسلطات والعصائر الطبيعية.
تكمن القيمة الحقيقية للبوملي في تركيبته الغذائية الفريدة فهو من الفواكه منخفضة السعرات الحرارية حيث تحتوي كل مئة جرام منه على حوالي 38 سعرة حرارية فقط وهو ما يجعله خيارا مثاليا للأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية لإنقاص الوزن. بالإضافة إلى ذلك يحتوي البوملي على نسبة عالية من فيتامين C تفوق تلك الموجودة في البرتقال كما أنه غني بالبوتاسيوم الضروري لصحة القلب والألياف الغذائية التي تحسن الهضم وتمنح شعورا بالامتلاء والشبع لفترات طويلة فضلا عن مضادات الأكسدة القوية مثل الفلافونويد والليكوبين التي تحمي خلايا الجسم من التلف.
يأتي تعزيز المناعة في مقدمة فوائد البوملي الصحية نظرا لكونه أحد أغنى المصادر الطبيعية بفيتامين C حيث يمكن لثمرة واحدة أن توفر أكثر من الاحتياج اليومي الموصى به. يعمل هذا الفيتامين كمضاد أكسدة فعال يحفز إنتاج خلايا الدم البيضاء التي تمثل خط الدفاع الرئيسي في الجسم ضد الفيروسات والبكتيريا مما يجعله مثاليا للوقاية من عدوى نزلات البرد الموسمية وتسريع التئام الجروح.
يلعب البوملي دورا مهما في دعم صحة القلب والأوعية الدموية بفضل احتوائه على مركبات طبيعية مثل البوليفينولات والفلافونويد التي تعمل على خفض مستويات الكولسترول الضار في الدم ورفع مستويات الكولسترول الجيد. كما يساهم محتواه من البوتاسيوم في تنظيم ضربات القلب وتوسيع الأوعية الدموية مما يقلل من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم ويعزز فيتامين C إنتاج الكولاجين الضروري لمرونة وقوة جدران الأوعية الدموية.
يعد تنظيم ضغط الدم بشكل طبيعي من أبرز الفوائد الصحية للبوملي فهو مصدر جيد للبوتاسيوم وهو معدن أساسي يساعد الجسم على التخلص من الصوديوم الزائد عبر البول مما يساهم مباشرة في خفض ضغط الدم المرتفع. كما أن الألياف الغذائية الموجودة فيه تحافظ على توازن مستويات السكر والدهون في الدم وبالتالي تقلل الضغط والإجهاد على عضلة القلب.
بفضل محتواه العالي من مضادات الأكسدة وفيتامين C يساعد تناول البوملي بانتظام في مقاومة علامات الشيخوخة المبكرة. تعمل هذه المركبات على محاربة الجذور الحرة التي تتلف خلايا الجلد وتتسبب في ظهور التجاعيد. علاوة على ذلك يحفز فيتامين C إنتاج بروتين الكولاجين المسؤول عن مرونة البشرة وحيويتها مما ينعكس إيجابيا على مظهر الجلد ليصبح أكثر نضارة وإشراقا.
يساعد البوملي كذلك على فقدان الوزن بفاعلية فهو غني بالألياف ومنخفض السعرات الحرارية الأمر الذي يعزز الشعور بالشبع ويقلل من الرغبة في تناول كميات إضافية من الطعام. كما أن مركبات الفلافونويد الموجودة به تساهم في تحسين عمليات الأيض وتعزيز حرق الدهون مما يساعد الجسم على التخلص من الوزن الزائد بطريقة صحية وطبيعية.
تساهم الألياف الغذائية في البوملي أيضا في تحسين عملية الهضم وتنظيم حركة الأمعاء مما يقي من الإصابة بالإمساك. وتعمل هذه الألياف كغذاء للبكتيريا النافعة في الجهاز الهضمي وهو ما يعزز من قدرة الجسم على امتصاص العناصر الغذائية ويحافظ على صحة الأمعاء بشكل عام.
يساعد محتوى البوملي من الماء والبوتاسيوم في الحفاظ على توازن السوائل في الجسم ومنع احتباسها مما يجعله مفيدا للأشخاص الذين يعانون من الانتفاخ. كما أنه يساهم في الوقاية من فقر الدم إذ إن فيتامين C يعزز من امتصاص الجسم للحديد الموجود في الأطعمة النباتية مثل السبانخ والعدس.
يمكن الاستمتاع بفوائد البوملي عبر تناوله طازجا بعد إزالة قشرته السميكة والغشاء الأبيض المحيط بفصوصه كما يمكن إضافته إلى سلطات الفواكه والخضروات لإضفاء نكهة منعشة أو مزجه في العصائر الطبيعية لزيادة قيمتها الغذائية.
عند تناول البوملي ينصح بالاعتدال خاصة لمن يعانون من انخفاض في ضغط الدم لأن الكميات الكبيرة من البوتاسيوم قد تؤدي إلى خفضه أكثر. ويجب الحذر من تفاعله المحتمل مع بعض الأدوية مثل أدوية الكوليسترول والقلب لذا يفضل استشارة الطبيب. عند اختيار الثمرة يفضل أن تكون ثقيلة بالنسبة لحجمها وذات قشرة لامعة ورائحة عطرية.