في ظل تزايد حالة الغموض التي تكتنف الاقتصاد العالمي وتصاعد التوترات الجيوسياسية سجلت أسعار الذهب العالمية قفزة تاريخية غير مسبوقة حيث تمكنت أونصة الذهب من تجاوز حاجز أربعة آلاف دولار لأول مرة وذلك وسط إقبال المستثمرين على المعدن الأصفر كملاذ آمن وتوقعات متزايدة بخفض أسعار الفائدة الأمريكية.
وانعكس هذا الصعود العالمي بشكل مباشر وفوري على السوق المحلية في مصر حيث شهد سعر جرام الذهب من عيار 21 وهو الأكثر تداولا وانتشارا زيادة كبيرة بلغت قيمتها مئة جنيه دفعة واحدة. وبناء على هذه التطورات وصلت الأسعار إلى مستويات جديدة فسجل عيار 24 قيمة 6165 جنيها وبلغ عيار 21 سعر 5395 جنيها بينما وصل سعر عيار 18 إلى 4624 جنيها أما الجنيه الذهب فقد سجل 43160 جنيها.
ويواصل سعر الذهب العالمي تسجيل مستويات قياسية تاريخية لليوم الرابع على التوالي ليتمكن من اختراق حاجز أربعة آلاف دولار النفسي للأونصة. وقد افتتحت الأونصة تداولاتها اليومية عند مستوى 3986 دولارا قبل أن ترتفع بنسبة 1.1% لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 4040 دولارا وتستقر وقت التداول عند 4032 دولارا للأونصة وبهذا يكون المعدن النفيس قد حقق ارتفاعا كبيرا منذ بداية عام 2025 بنسبة تصل إلى 53%.
ويأتي هذا الارتفاع المتواصل في وقت يدخل فيه إغلاق الحكومة الأمريكية يومه السابع وهو الأمر الذي أدى إلى تأجيل إصدار العديد من المؤشرات الاقتصادية الرئيسية من أكبر اقتصاد في العالم. هذا الوضع يجبر المستثمرين على البحث عن بيانات بديلة وغير حكومية في محاولتهم لتقييم توقيت وحجم التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي.
وتشير التوقعات السائدة في الأسواق المالية حاليا إلى أن البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يتجه نحو خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس خلال اجتماعه المرتقب في شهر أكتوبر الجاري. كما تتزايد التكهنات بوجود خفض إضافي بنفس القيمة في اجتماع شهر ديسمبر المقبل.
ويرى محللون ماليون أن توقعات الأسواق بخفض الفائدة هذا الشهر بمقدار 25 نقطة أساس من شأنها أن تدعم أسعار الذهب بشكل كبير. وتتفاقم المخاوف المالية أيضا بسبب الاضطرابات السياسية التي تشهدها كل من فرنسا واليابان مما يزيد من جاذبية الذهب كأداة للتحوط في أوقات القلق.
