
كشفت دراسات علمية حديثة عن وجود علاقة مباشرة ومقلقة بين استهلاك الوجبات السريعة وتدهور القدرات الذهنية حيث أظهرت النتائج أن تناول هذه الأطعمة لأربعة أيام فقط يمكن أن يؤدي إلى إضعاف ملحوظ في الذاكرة ووظائف الدماغ مما يمثل تهديدا خطيرا للصحة العقلية.
وأوضح الباحثون أن الأنظمة الغذائية التي تعتمد على أطعمة جاهزة مثل البيتزا والبرجر والبطاطس المقلية ورقائق البطاطس تعطل مركز الذاكرة في الدماغ بشكل مباشر. ويحدث هذا التأثير السلبي لأن الأنظمة الغذائية المشبعة بالسكر والملح والدهون غير الصحية تعطل شبكة التواصل الحيوية بين خلايا الدماغ مما يؤثر سلبا على قدرات التعلم والتذكر.
ويحذر الخبراء من أن الاستمرار في اتباع نظام غذائي غني بالدهون المشبعة والسكريات المكررة لا يقتصر تأثيره على المدى القصير بل يسرع من وتيرة التدهور العقلي ويزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل الزهايمر والخرف المبكر في مراحل متقدمة من العمر.
تتصدر السكريات المكررة قائمة الأطعمة الضارة بالدماغ إذ إنها تسبب تقلبات حادة في مستويات السكر بالدم الأمر الذي ينعكس سلبا على القدرة على التركيز ويؤثر على الذاكرة. وينطبق الأمر ذاته على الكربوهيدرات البيضاء كالخبز الأبيض والمعجنات التي تؤدي إلى ارتفاع سريع لسكر الدم يتبعه هبوط مفاجئ يسبب شعورا بالإرهاق الذهني. كما أن المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة بتركيزاتها العالية من السكر والكافيين تضع عبئا ثقيلا على الجهاز العصبي وتقلل من كفاءة عمل الدماغ مع مرور الوقت.
وتشكل الدهون المتحولة الموجودة بكثرة في الأطعمة المقلية والوجبات الجاهزة خطرا آخر حيث تعيق تدفق الدم الصحي إلى الدماغ وتزيد من مستويات الالتهابات العصبية. وبالمثل فإن الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل الزبدة والقشدة تضعف بمرور الوقت آلية التواصل بين خلايا الدماغ مما يبطئ من العمليات العقلية.
ولا يقل خطر اللحوم المصنعة كالسجق واللانشون والبسطرمة عن سابقاتها فهي تحتوي على مواد حافظة يمكن أن تتسبب في تلف الخلايا العصبية على المدى البعيد. كما أن استهلاك كميات كبيرة من الملح يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم مما يقلل بدوره من كمية الأكسجين التي تصل إلى الدماغ ويؤثر بشكل مباشر على قوة الذاكرة والوظائف الإدراكية.