
أصدر معهد التغذية تحذيرا صحيا مهما بشأن العادة الشائعة المتمثلة في تناول الشاي بنوعيه الأحمر والأخضر عقب الوجبات الغذائية مباشرة حيث أكد خبراء التغذية أن هذا السلوك الغذائي الخاطئ قد يتسبب في أضرار بالغة على صحة الإنسان من خلال إعاقة قدرة الجسم على امتصاص عنصر الحديد الضروري.
يرجع السبب الرئيسي في هذا التحذير إلى احتواء الشاي على مادة التانين التي تتفاعل كيميائيا مع عنصر الحديد الموجود في الأطعمة المختلفة وتقوم بالارتباط به مكونة مركبات معقدة لا يستطيع الجهاز الهضمي امتصاصها مما يحرم الجسم من الاستفادة من هذا المعدن الحيوي وعلى المدى الطويل قد يؤدي هذا النقص إلى تطور حالات فقر الدم أو الأنيميا.
وينصح الخبراء بضرورة ترك فاصل زمني لا يقل عن ساعتين بين الانتهاء من تناول الطعام وشرب الشاي لضمان أن الجسم قد أتم عملية امتصاص العناصر الغذائية والمعادن الأساسية بالكامل من الوجبة وفي مقدمتها الحديد وكبدائل صحية يمكن تناول مشروبات عشبية طبيعية مثل اليانسون أو النعناع بعد الأكل مباشرة لما لها من خصائص مهدئة للجهاز الهضمي دون أن تؤثر سلبا على امتصاص المعادن.
وللشاي أيضا تأثيرات أخرى عند تناوله في أوقات غير مناسبة فشربه على معدة فارغة أو بكميات كبيرة قد يسبب اضطرابات هضمية مثل الشعور بالحموضة أو الانتفاخ بسبب محتواه من الأحماض والكافيين كما أن الكافيين الموجود خاصة في الشاي الأسود قد يؤثر على الجهاز العصبي ويسبب الأرق والتوتر عند استهلاكه مساء أو قبل النوم وقد يتداخل الشاي مع فعالية بعض الأدوية ويضعف امتصاصها مثل مكملات الحديد وبعض المهدئات.
ورغم هذه التحذيرات فإن تناول الشاي باعتدال وفي التوقيت المناسب يقدم فوائد صحية عديدة فهو مصدر غني بمركبات البوليفينول التي تعمل كمضادات للأكسدة قوية تحارب الجذور الحرة في الجسم وتساهم في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة الخطيرة مثل أمراض القلب والسرطان.
وتشير أبحاث طبية إلى أن استهلاك الشاي بانتظام قد يعزز صحة القلب والأوعية الدموية من خلال المساعدة في خفض مستويات ضغط الدم والكوليسترول الضار كما أنه يدعم الوظائف الإدراكية للدماغ فمزيج الكافيين والثيانين الموجود في الشاي يحفز التركيز والانتباه واليقظة الذهنية بلطف دون التسبب في التوتر العصبي الذي قد تحدثه مشروبات أخرى.
ويمكن للشاي أن يلعب دورا في دعم عملية الهضم وتخفيف الانتفاخ إذا تم تناوله بعد الوجبات بفترة كافية كما أظهرت بعض الدراسات أن أنواعا معينة مثل الشاي الأخضر تحتوي على مركبات نشطة تساهم في تحسين عمليات الأيض وحرق الدهون مما يجعله مساعدا في برامج إنقاص الوزن عند اقترانه بنظام غذائي صحي بالإضافة إلى ذلك يساهم الشاي بفضل محتواه من الفيتامينات ومضادات الأكسدة في تقوية جهاز المناعة ومكافحة الالتهابات.