
شهدت أسواق المعدن الأصفر استقراراً ملحوظاً في تعاملات يوم الجمعة الموافق 10 أكتوبر 2025 حيث حافظت أسعار الذهب على مكاسبها التاريخية وظلت تتداول فوق حاجز 4000 دولار للأونصة وهو المستوى الذي اخترقته للمرة الأولى في تاريخها يوم أمس الخميس ويأتي هذا الاستقرار في ظل تزايد التوقعات بإمكانية خفض جديد لأسعار الفائدة الأمريكية قبل نهاية العام إلى جانب ظهور مؤشرات على انحسار التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط.
على الصعيد الجيوسياسي الذي يؤثر مباشرة على أسعار الملاذات الآمنة وافقت كل من حماس والكيان الصهيوني يوم الأربعاء الماضي على المرحلة الأولى من خطة أمريكية تتعلق بالوضع في غزة تتضمن هذه المرحلة وقفاً لإطلاق النار مع اتفاق لتبادل الأسرى وهو ما قد يفتح الباب أمام إنهاء للحرب الدائرة منذ عامين.
محلياً وفي السوق المصرية سجلت أسعار الذهب استقراراً مماثلاً حيث بلغ سعر جرام الذهب من عيار 24 قيمة 6189 جنيهاً بينما وصل سعر جرام الذهب من عيار 21 الأكثر انتشاراً إلى 5415 جنيهاً وسجل عيار 18 سعر 6414 جنيهاً في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند مستوى 43320 جنيهاً.
ويأتي ثبات أسعار الذهب فوق المستوى النفسي الهام البالغ 4000 دولار للأونصة ليؤكد قوة الاتجاه الصاعد الحالي بالرغم من وجود عوامل قد تدفع الأسعار نحو تصحيح طفيف مؤقت إلا أن المعدن الثمين تمكن من الإغلاق فوق هذا الحاجز يوم أمس ومواصلة التداول أعلاه اليوم.
منذ بداية العام حقق سعر الذهب ارتفاعاً هائلاً بلغت نسبته 54% مدفوعاً بمجموعة من العوامل الرئيسية في مقدمتها عمليات الشراء القوية من قبل البنوك المركزية حول العالم وضعف أداء الدولار الأمريكي بالإضافة إلى تزايد الطلب على الذهب كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والسياسي.
وقد لعبت صناديق الاستثمار المتداولة العالمية المدعومة بالذهب المادي دوراً محورياً في هذا الصعود حيث شهدت أكبر تدفقات نقدية شهرية لها خلال شهر سبتمبر مسجلة بذلك أقوى أداء ربع سنوي في تاريخها على الإطلاق وقد أدى هذا الإقبال الكبير إلى جانب ارتفاع سعر الذهب نفسه إلى وصول إجمالي الأصول التي تديرها هذه الصناديق إلى مستوى قياسي جديد.
وبلغة الأرقام ارتفعت التدفقات النقدية الداخلة إلى صناديق الاستثمار في الذهب خلال شهر سبتمبر بمقدار 145.6 طناً من الذهب وهو ما يعتبر أعلى مستوى شهري للتدفقات منذ مارس من عام 2022 الذي شهد تدفقات بلغت 185.4 طناً.