
تشكل دهون البطن المستعصية تحديا شائعا يسعى الكثيرون للتغلب عليه لكن الأمر يتجاوز المظهر الجمالي إذ كشفت دراسة علمية حديثة عن ارتباط وثيق بين تراكم الدهون في هذه المنطقة وزيادة مخاطر الوفاة المبكرة مما يجعل التخلص منها ضرورة صحية ملحة وليس مجرد هدف تجميلي.
يؤكد خبراء اللياقة البدنية أن فكرة التخلص من الدهون في منطقة محددة من الجسم مثل البطن وحدها هي خرافة شائعة فلا يمكن إجبار الجسم على حرق الدهون من مكان معين فقط. الحل الحقيقي لا يكمن في الإصلاحات السريعة بل في اتباع نهج شامل ومستدام يجمع بين تعديلات النظام الغذائي وممارسة التمارين الرياضية وتغييرات في نمط الحياة بشكل عام.
إن المبدأ الأساسي الذي لا يمكن فقدان الوزن بدونه هو تحقيق عجز في السعرات الحرارية أي أن تستهلك سعرات حرارية أقل مما يحرقه جسمك. وينصح المختصون بالبدء بعجز معتدل يتراوح بين 300 و500 سعرة حرارية يوميا ومراقبة استجابة الجسم لهذا التغيير. استشارة مدرب شخصي يمكن أن تساعد في تحديد احتياجاتك الدقيقة من السعرات لتحقيق أهدافك بفعالية.
للنظام الغذائي دور حاسم في هذه المعادلة حيث تشير قاعدة معروفة إلى أن 70 في المئة من اللياقة البدنية تعتمد على ما نأكله بينما تشكل التمارين الرياضية نسبة 30 في المئة المتبقية. ولاستهداف دهون البطن العنيدة ينصح الخبراء بالتركيز على تقليل السكريات المضافة والكربوهيدرات المكررة الموجودة في الخبز الأبيض والمشروبات السكرية والحلويات. هذه الأطعمة قد تزيد من مقاومة الأنسولين وتحفز الجسم على تخزين الدهون في منطقة البطن.
الحل يكمن في استبدال هذه الخيارات بأطعمة كاملة غنية بالعناصر الغذائية مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضروات واللحوم والبيض. هذه الأطعمة لا تمنح شعورا أكبر بالشبع فحسب بل تؤثر إيجابا على جهاز المناعة والهضم وجودة النوم وعمليات التعافي في الجسم. التخلص من أكبر قدر ممكن من السكر هو خطوة جوهرية لأي شخص يسعى لفقدان الدهون بجدية.
كثيرا ما يتجه الناس إلى تمارين الكارديو وحدها لحرق الدهون لكن هذا قد لا يكون كافيا. تلعب تمارين القوة أو تدريب المقاومة دورا محوريا يتم إغفاله أحيانا. ينصح الخبراء بممارسة تمارين القوة مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا لأنها لا تقتصر على بناء العضلات فقط فزيادة الكتلة العضلية تعني زيادة نشاط عملية الأيض وحرق المزيد من السعرات الحرارية حتى في أوقات الراحة.
من الممكن أيضا تنظيم جلسات تدريب القوة لتكون عالية الكثافة مما يرفع معدل ضربات القلب ويمنح فائدة مزدوجة. كما يجب دمج تمارين تستهدف عضلات الجذع مثل تمرين البلانك والتقلبات الروسية وتمارين البطن بالدراجة الهوائية لتقوية العضلات الأساسية.
تظل تمارين القلب أو الكارديو عنصرا حيويا في خطة فقدان الوزن لأنها تحرق كمية كبيرة من السعرات الحرارية وهو أمر ضروري لخلق العجز المطلوب. ولتحقيق أقصى استفادة يوصى بدمج التدريب المتقطع عالي الكثافة المعروف بـ HIIT حيث يساهم هذا النوع من التمارين في زيادة حرق السعرات وتعزيز الأيض في فترة زمنية قصيرة.
الأهم من كل شيء هو الاستمرارية. إن الحلول السريعة والأنظمة القاسية قد تؤدي إلى فقدان وزن مؤقت لكن الكثيرين يستعيدون الدهون المفقودة بمجرد التوقف عنها. إن الالتزام بالذهاب إلى النادي الرياضي ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع بشكل منتظم أفضل بكثير من ممارسة جلسات مكثفة ومتباعدة بين الحين والآخر.