أكلات تحارب الاكتئاب وتعزز مزاجك في اليوم العالمي للصحة النفسية

أكلات تحارب الاكتئاب وتعزز مزاجك في اليوم العالمي للصحة النفسية
أكلات تحارب الاكتئاب وتعزز مزاجك في اليوم العالمي للصحة النفسية

يتزامن الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية مع تزايد الوعي بأهمية الاستقرار النفسي وتأثيره المباشر على جودة الحياة والصحة العامة للإنسان. وفي ظل تسارع وتيرة الحياة اليومية وتزايد الضغوط التي يواجهها الأفراد يصبح البحث عن وسائل فعالة لتعزيز السلام الداخلي أمرا ضروريا وملحا حيث يلعب النظام الغذائي دورا محوريا في هذا الإطار.

تؤكد أخصائية التغذية العلاجية الدكتورة مرام عيسى أن العلاقة بين الغذاء والحالة المزاجية وثيقة للغاية فالطعام لا يقتصر دوره على إمداد الجسم بالطاقة والفيتامينات اللازمة للوظائف الحيوية بل يمتد تأثيره ليشمل كيمياء الدماغ بشكل مباشر. وتوضح أن بعض الأطعمة تمتلك القدرة على تحفيز إنتاج هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين ما يسهم في تخفيف مشاعر القلق والتوتر ومكافحة أعراض الاكتئاب وتحسين الحالة النفسية بشكل عام.

وتتصدر الأطعمة الغنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية قائمة الداعمين للصحة العقلية إذ تعمل هذه الأحماض على تعزيز صحة الدماغ وتحسين كفاءة التواصل بين الخلايا العصبية وتتوفر بكثرة في الأسماك الدهنية كالسلمون والتونة والسردين بالإضافة إلى مصادر نباتية مثل المكسرات وبذور الكتان والشيا. كما تبرز الشوكولاتة الداكنة كعنصر فعال في تحسين المزاج لاحتوائها على مركبات الفلافونويد التي تزيد من إنتاج هرمونات السعادة وتساعد على تقليل التوتر وتحسين مستويات التركيز عند تناولها باعتدال.

وفي سياق متصل تلعب الفواكه الغنية بفيتامين سي دورا حيويا في دعم الصحة النفسية فالفواكه مثل التوت والبرتقال والفراولة والكيوي مليئة بمضادات الأكسدة التي تواجه الإجهاد التأكسدي في الجسم وتساعد على خفض مستويات هرمون التوتر المعروف بالكورتيزول. وبالمثل تعد الخضروات الورقية الخضراء كالسبانخ والجرجير والبروكلي كنزا غذائيا لاحتوائها على حمض الفوليك والمغنيسيوم وهما عنصران أساسيان لتحسين المزاج ومحاربة الشعور بالإرهاق والتعب.

يأتي البيض أيضا كمصدر غذائي متكامل وغني بالبروتين وفيتامين د وفيتامين ب12 وهي عناصر ضرورية للحفاظ على سلامة الجهاز العصبي وصحة الدماغ ويساهم تناوله في إنتاج السيروتونين مما يعزز النشاط الذهني والتركيز. وإلى جانبه تقدم الحبوب الكاملة مثل الشوفان والكينوا دعما مهما للاستقرار النفسي من خلال دورها في تنظيم مستويات السكر في الدم الأمر الذي يقلل من التقلبات المزاجية الحادة.

ولا يمكن إغفال أهمية صحة الأمعاء التي يطلق عليها الدماغ الثاني وهنا يأتي دور الزبادي ومنتجات الألبان المخمرة الغنية بالبروبيوتيك وهي بكتيريا نافعة تحسن وظائف الجهاز الهضمي وتنعكس إيجابيا على الحالة النفسية. كما تحتوي المكسرات والبذور مثل اللوز والجوز والكاجو وبذور القرع على معادن هامة كالزنك والمغنيسيوم التي تقوي وظائف الدماغ وتحسن المزاج.

ومن المشروبات المفيدة يأتي الشاي الأخضر الذي يحتوي على حمض الثيانين وهو مركب يساعد على تهدئة الأعصاب وزيادة التركيز بالإضافة إلى مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الدماغ. وتكمل الخضروات والجذور الملونة كالجزر والبطاطا الحلوة والبنجر هذه المنظومة الغذائية الصحية لما تحتويه من فيتامين أ والحديد اللذين يعززان الدورة الدموية ويدعمان النشاط العقلي.

وتشدد الدكتورة مرام على أن الاهتمام بتناول نظام غذائي متوازن ومتنوع يشمل هذه العناصر هو استثمار طويل الأمد في الصحة النفسية حيث يساعد اختيار الأطعمة المناسبة على بناء قدرة أكبر على مواجهة التحديات اليومية بمرونة واستقرار.