
أوضح الدكتور مصطفى عباس استشاري النساء والتوليد بكلية طب جامعة عين شمس أن الولادة الطبيعية تعد عملية فسيولوجية متكاملة يقوم بها الجسم تلقائيا في نهاية فترة الحمل وتحديدا مع بداية منتصف الشهر التاسع حين يكون الجنين قد اكتمل نموه وتكون صحته جيدة وجسم الأم مستعدا لهذه العملية.
تتفوق الولادة الطبيعية على القيصرية في جوانب متعددة تخص صحة الأم إذ إنها تقلل من احتمالية تعرضها لمخاطر الجلطات أو تلوث الجرح أو مضاعفات التخدير. كما أن الأم تستعيد قوتها وطاقتها بعد الولادة الطبيعية بشكل أسرع مما يمكنها من رعاية طفلها وأسرتها بينما تحتاج في حالة الولادة القيصرية إلى فترة نقاهة أطول بسبب آثار البنج والجرح العميق.
وتنعكس فوائد الولادة الطبيعية إيجابيا على صحة المولود أيضا فالجنين خلال هذه العملية يكون قد أتم مراحل نموه بشكل كامل وتكون صحته أفضل. وأشار عباس إلى أن مرور الطفل من خلال مجرى الولادة يزوده ببكتيريا نافعة تلعب دورا حيويا في تقوية جهازه المناعي وهو ما لا يحدث في الولادة القيصرية التي قد يولد فيها الطفل غير مكتمل النمو ويحتاج أحيانا إلى الحضانة.
على صعيد آخر تمثل الولادة القيصرية عبئا صحيا على الأم قد تظهر آثاره في المستقبل حيث تكون أكثر عرضة لحدوث التصاقات في الأعضاء الداخلية بسبب الجرح الجراحي أو انفجار جرح الرحم في حمل تال. ومن المضاعفات الخطيرة أيضا احتمالية التصاق المشيمة بالجرح في الحمل التالي وهي كلها حالات طبية تستدعي متابعة دقيقة.
تمنح الولادة الطبيعية الأم شعورا فريدا بالقوة والثقة بالنفس لأنها تشعر بأنها أدت دورها الفطري وساهمت بجهدها في إيصال طفلها إلى الحياة. ويتيح لها التعافي السريع بدء رحلة الرضاعة الطبيعية مبكرا والعيش مع مولودها أولى لحظات حياته مما يعزز الرابط بينهما ويسرع من إدرار لبن الثدي على عكس الولادة القيصرية.
ويكمن أحد الفروق الجوهرية في طبيعة الجرح نفسه فجرح الولادة الطبيعية بسيط ويشمل ثلاث طبقات فقط من الجلد مما يجعله يلتئم خلال ثلاثة أيام فقط. أما الجرح في العملية القيصرية فيكون أعمق بكثير حيث يشمل سبع طبقات من أنسجة الجسم المختلفة وهذا يفسر طول فترة الشفاء.