الألياف الغذائية.. سلاحك السري لمحاربة الاكتئاب وتحسين مزاجك بشكل يومي

الألياف الغذائية.. سلاحك السري لمحاربة الاكتئاب وتحسين مزاجك بشكل يومي
الألياف الغذائية.. سلاحك السري لمحاربة الاكتئاب وتحسين مزاجك بشكل يومي

كشفت الأبحاث العلمية الحديثة عن وجود صلة وثيقة وغير متوقعة بين تناول الألياف الغذائية والصحة النفسية والمزاج العام للفرد متجاوزة بذلك الاعتقاد السائد الذي يحصر فوائدها في الجهاز الهضمي فقط حيث اتضح أن ما نتناوله يؤثر بشكل مباشر على وظائف الدماغ واستقرار المشاعر.

أوضحت الدكتورة تيفني ريفورد استشارية التغذية العلاجية أن الألياف لم تعد مجرد عنصر لدعم الهضم بل هي مفتاح للطاقة المستقرة وتوازن المزاج فهي تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء مما يحفز إنتاج هرمونات السعادة ويقلل من القلق والاكتئاب وهو ما تؤكده الدراسات الحديثة التي ربطت بين استهلاك كميات كافية منها يوميا وتحسن الحالة المزاجية.

قد يبدو الربط بين الألياف والمزاج أمرا غريبا لكنه يرتكز على مفهوم علمي يعرف بمحور الأمعاء–الدماغ وهي شبكة اتصال معقدة بين الجهاز الهضمي والمخ وتكمن أهمية هذه العلاقة في أن الأمعاء تنتج نحو 90% من هرمون السيروتونين المسؤول عن الشعور بالراحة والسعادة وعندما تتغذى البكتيريا المفيدة على الألياف يزداد إنتاج هذا الهرمون مما ينعكس إيجابا على الحالة النفسية.

تلعب الألياف أيضا دورا في خفض مستويات الالتهاب بالجسم والتي ترتبط بشكل مباشر بالاكتئاب والاضطرابات النفسية كما أن قدرتها على تنظيم مستويات السكر في الدم تمنع التقلبات المزاجية الحادة الناتجة عن الارتفاع والانخفاض المفاجئ للجلوكوز وعندما يعمل الجهاز الهضمي بكفاءة تتحسن جودة النوم ويقل الشعور بالانتفاخ مما يؤدي إلى زيادة التركيز وصفاء الذهن.

ورغم أن الألياف الغذائية تعد نوعا من الكربوهيدرات المعقدة التي لا يستطيع الجسم هضمها إلا أن دورها حيوي وتنقسم إلى نوعين أساسيين الأول هو الألياف القابلة للذوبان التي تتحول في الماء إلى مادة شبيهة بالهلام تساهم في خفض الكوليسترول وتنظيم سكر الدم وتوجد في الشوفان والتفاح والبقوليات أما النوع الثاني فهو الألياف غير القابلة للذوبان التي لا تذوب في الماء ولكنها تسرع حركة الطعام في الجهاز الهضمي وتمنع الإمساك وتتركز في الحبوب الكاملة والخضروات الورقية.

يعد الجهاز الهضمي المستفيد الأول من تناول الألياف حيث تنظم حركة الأمعاء وتزيد من حجم البراز مما يسهل مروره ويقي من الإمساك المزمن كما أنها تعتبر الغذاء الرئيسي للبكتيريا النافعة في الأمعاء المعروفة بالميكروبيوم مما يعزز صحة القولون ويحميه من الالتهابات ويقلل تناولها من خطر الإصابة بأمراض مثل البواسير ومرض الرتوج وسرطان القولون بالإضافة إلى تخفيف أعراض القولون العصبي لدى الكثيرين.

للحصول على هذه الفوائد المتعددة يوصي خبراء الصحة بتناول ما بين 25 إلى 35 جراما من الألياف يوميا للبالغين وهي كمية لا يحصل عليها معظم الناس ويمكن تحقيق ذلك عبر الاعتماد على مصادر طبيعية متنوعة مثل الفواكه كالتفاح والكمثرى والتوت والخضروات كالبروكلي والجزر والحبوب الكاملة كالشوفان والقمح والبقوليات كالعدس والحمص والفاصوليا بالإضافة إلى المكسرات والبذور كاللوز والشيا والكتان.

لزيادة استهلاك الألياف بشكل عملي ينصح ببدء اليوم بوجبة من الشوفان أو الحبوب الكاملة وإضافة الخضروات الورقية إلى وجبتي الغداء والعشاء وتناول الفاكهة بقشرتها كلما أمكن ويفضل استبدال الخبز الأبيض بالخبز المصنوع من الحبوب الكاملة مع جعل البقوليات عنصرا أساسيا في النظام الغذائي الأسبوعي ومن الضروري زيادة كمية الألياف بشكل تدريجي مع شرب كميات وافرة من الماء لتجنب أي اضطرابات هضمية.