يمثل ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول في الجسم تحديا صحيا كبيرا قد يتجاهله الكثيرون نظرا لتشابه أعراضه الأولية مع الإجهاد اليومي إلا أن استمرار هذه الحالة دون علاج يمكن أن يمهد الطريق لمضاعفات خطيرة أبرزها الإصابة بمرض السكري وأمراض القلب مما يستدعي الانتباه الشديد للعلامات التي يرسلها الجسم.
إن التعرض المستمر والطويل الأمد لمعدلات عالية من هذا الهرمون قد يؤدي إلى حالة مرضية تعرف بمتلازمة كوشينغ والتي تتجلى في مجموعة واسعة من الأعراض الجسدية والنفسية ومع مرور الوقت تتفاقم هذه المخاطر لتشمل أمراضا مزمنة تهدد جودة الحياة بشكل كبير.
تتعدد العلامات التحذيرية التي يرسلها الجسم للإشارة إلى فرط الكورتيزول ومن أكثرها شيوعا ملاحظة زيادة في الوزن غير مبررة تتركز بشكل خاص في منطقة البطن والوجه والجزء العلوي من الظهر ويصاحب ذلك عادة شعور دائم بالإرهاق والتعب الشديد حتى مع الحصول على قسط كاف من الراحة.
على الصعيد الجسدي أيضا تظهر مشكلات جلدية مثل حب الشباب وتساقط الشعر كما يصبح الجلد أكثر عرضة للكدمات وتتباطأ عملية التئام الجروح بشكل ملحوظ ويمكن أن يعاني الشخص من ضعف عام في العضلات وهشاشة في العظام مما يزيد من خطر الكسور والإصابات.
لا تقتصر التأثيرات على الجانب الجسدي فقط بل تمتد لتشمل الصحة النفسية والعقلية حيث يعاني المصابون من تقلبات مزاجية حادة وقلق واكتئاب بالإضافة إلى صعوبات ملحوظة في التركيز ومشكلات في النوم مثل الأرق أو النوم المتقطع.
كما يؤثر ارتفاع الكورتيزول سلبا على الوظائف الهرمونية الأخرى في الجسم مما قد يسبب انخفاضا في الرغبة الجنسية واضطرابات في الدورة الشهرية لدى النساء بالإضافة إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم وهو مؤشر خطير قد يتطور إلى مرض السكري.
إن تجاهل هذه الأعراض وعدم التعامل معها بجدية يفتح الباب أمام مخاطر صحية جسيمة على المدى الطويل حيث يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وهشاشة العظام ومشاكل تتعلق بوظائف المخ والأعصاب.
