صحة المثانة: خرافات شائعة وعلامات خطر تستدعي زيارتك الفورية للطبيب

صحة المثانة: خرافات شائعة وعلامات خطر تستدعي زيارتك الفورية للطبيب
صحة المثانة: خرافات شائعة وعلامات خطر تستدعي زيارتك الفورية للطبيب

تسود الكثير من الأفكار المغلوطة حول صحة المثانة ومشاكل التحكم في التبول مما يدفع الكثيرين للمعاناة بصمت وتجنب البحث عن مساعدة طبية غير أن الحقيقة المؤكدة هي أن هذه الحالات الطبية قابلة للعلاج ويمكن تحسين جودة حياة المصابين بها بشكل ملحوظ.

يعتقد البعض خطأً أن تكرار الحاجة للتبول يعود إلى صغر حجم المثانة لديهم لكن سعة المثانة الطبيعية لدى الأصحاء تتراوح بين كوب وكوبين ونادرا ما يكون الحجم هو السبب الفعلي للمشكلة بل تعود المسببات الحقيقية غالبا لضعف العضلات أو الآثار الجانبية لبعض الأدوية والعدوى وتلف الأعصاب وهي حالات تتوفر لها علاجات فعالة.

ومن المفاهيم الشائعة ضرورة شرب ثمانية أكواب من الماء يوميًا للجميع بينما تختلف احتياجات الجسم للسوائل من شخص لآخر بناء على حجمه ومستوى نشاطه والنصيحة الأفضل هي الشرب عند الشعور بالعطش للحفاظ على ترطيب الجسم ومنع تركيز البول وتقليل خطر تكون حصوات الكلى.

كذلك يلجأ البعض لتقليل شرب السوائل كحل لمشاكل المثانة ورغم أن هذا قد يساعد بشكل طفيف إلا أن المثانة السليمة قادرة على التعامل مع كمية طبيعية من السوائل وينصح الخبراء بالتركيز على نوعية المشروبات وتجنب المنبهات مثل الكافيين الموجود في القهوة والمشروبات الغازية.

إن الاستيقاظ مرتين أو أكثر خلال الليل للتبول وهي حالة تعرف بالتبول الليلي تستدعي استشارة الطبيب لتحديد السبب القابل للعلاج وقد تشمل الأسباب المحتملة الإفراط في الشرب قبل النوم أو تضخم البروستاتا أو فرط نشاط المثانة أو حالات طبية أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

من المهم إدراك أن مشاكل المثانة ليست جزءا حتميا من التقدم في العمر بل هي حالة طبية تصيب الرجال والنساء في مختلف مراحل الحياة وتنتشر بشكل أكبر لدى فئات معينة مثل النساء بعد الإنجاب أو عند بلوغ سن اليأس والرجال الذين يعانون من مشاكل البروستاتا وكبار السن والمصابين بإصابات في الحبل الشوكي.

قد تتشابه أعراض فرط نشاط المثانة مع أعراض تضخم البروستاتا لدى الرجال لكن الأسباب والعلاجات تختلف تماما فتضخم البروستاتا يسبب ضغطا على الإحليل بينما فرط نشاط المثانة هو مشكلة تتعلق بالتحكم في عضلات المثانة نفسها.

تعد تمارين كيجل حلا فعالا لتقوية عضلات قاع الحوض التي تتحكم في تدفق البول وهي ليست مقتصرة على النساء فقط بل يوصى بها للرجال أيضا وتمارس عن طريق شد العضلات لبضع ثوان ثم إرخائها مع تكرار التمرين عدة مرات يوميا.

يعد تدريب المثانة أحد الخطوات العلاجية الأولى لفرط نشاطها ويعتمد على وضع جدول زمني لدخول الحمام ومحاولة مقاومة الرغبة في التبول بين المواعيد المحددة ومع الوقت يمكن زيادة الفترة الزمنية تدريجيا وعند دمج هذا التدريب مع تمارين كيجل يمكن تقليل نوبات فرط نشاط المثانة إلى النصف.

يلعب نمط الحياة الصحي دورا محوريا في الوقاية والعلاج فممارسة الرياضة بانتظام تساعد في الحد من سلس البول الإجهادي الناتج عن السعال أو الضحك كما أن فقدان الوزن الزائد يخفف الضغط على المثانة ويوصى بتجنب المشروبات قبل النوم بساعتين إلى أربع ساعات والإقلاع عن التدخين.

تتعدد الخيارات الطبية لعلاج مشاكل المثانة حيث تتوفر أدوية للتحكم في انقباضات المثانة وإبقائها مسترخية كما توجد علاجات إضافية للنساء مثل إدخال جهاز الفرزجة المهبلي أو حقن مواد لزيادة سماكة الأنسجة حول عنق المثانة أو إجراء جراحات لرفع الإحليل.

بالنسبة للرجال يمكن للأدوية أن تساعد في إرخاء أو تقليص البروستاتا المتضخمة وتشمل الخيارات الجراحية وضع شريحة لدعم الإحليل أو إجراء استئصال للنسيج الزائد من البروستاتا كما يستخدم تحفيز الأعصاب كعلاج غير مؤلم لوقف الإشارات الخاطئة التي ترسلها المثانة للدماغ.