
يعد المهق حالة وراثية تؤثر على إنتاج صبغة الميلانين في الجسم وهو ما يفسر المظهر المميز للأشخاص المصابين به ويرجع أصل مصطلح ألبينو إلى الكلمة اللاتينية albus التي تعني اللون الأبيض وتؤثر هذه الحالة بشكل أساسي على لون الجلد والشعر والعينين وغالبا ما يصاحبها تحديات بصرية متنوعة.
النوع الأكثر انتشارا للمهق يعرف بالمهق العيني الجلدي ويظهر تأثيره بشكل شامل وواضح حيث يعاني المصابون به من شحوب ملحوظ في لون الشعر والجلد وقزحية العين وتعتبر المشاكل المتعلقة بالرؤية سمة أساسية لهذا النوع من المهق وتؤثر بشكل مباشر على جودة حياة الشخص.
على الجانب الآخر يوجد نوع أقل شيوعا يسمى المهق العيني يتركز تأثيره بشكل أساسي على العينين فقط دون أن يترك أثرا كبيرا على لون الجلد أو الشعر وفي هذا النوع تكون الأعراض البصرية هي الأبرز مثل عدم وضوح الرؤية والحساسية الشديدة تجاه الضوء مما يفرض على المصابين به تحديات في تفاعلهم مع البيئة المحيطة.
في بعض الحالات لا يكون المهق حالة منفصلة بحد ذاتها بل قد يظهر كأحد أعراض متلازمات وراثية أكثر تعقيدا وهذا يعني أن الشخص المصاب يعاني من مجموعة من المشكلات الصحية الأخرى التي تؤثر على أجهزة مختلفة في جسمه إلى جانب نقص الصبغة.
من هذه المتلازمات متلازمة هيرمانسكي بودلاك وهي اضطراب وراثي يؤثر على عمليات الأيض فالأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة يظهر عليهم المهق بالإضافة إلى مجموعة من المشاكل الصحية الأخرى مثل اضطرابات الدم التي تسبب سهولة في ظهور الكدمات وأمراض قد تصيب الرئة والكلى والأمعاء.
توجد أيضا متلازمة تشيدياك هيجاشي وهي اضطراب وراثي يؤثر على الجهاز المناعي مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى بشكل متكرر ويعاني المصابون بهذه المتلازمة عادة من المهق أو شحوب في اللون وقد يواجهون أيضا مشاكل في تخثر الدم مما يؤدي إلى النزف أو ظهور الكدمات بسهولة أكبر من المعتاد.