الصفراء لدى البالغين: متى تكون علامة خطر وما هي أسبابها وطرق علاجها

الصفراء لدى البالغين: متى تكون علامة خطر وما هي أسبابها وطرق علاجها
الصفراء لدى البالغين: متى تكون علامة خطر وما هي أسبابها وطرق علاجها

يعد اليرقان أو ما يعرف بالصفراء مؤشرا طبيا هاما يكشف عن وجود حالة مرضية كامنة بالجسم وهو ليس مرضا في حد ذاته بل علامة تظهر على شكل تلون الجلد وبياض العينين باللون الأصفر وتحدث هذه الظاهرة نتيجة ارتفاع مستوى مادة البيليروبين في الدم وهي صبغة صفراء تنتج بشكل طبيعي عند تكسير الجسم لخلايا الدم الحمراء القديمة.

العلامة الأكثر وضوحا للصفراء هي تغير لون الجلد وبياض العينين إلى الأصفر وقد لا يلاحظ المصاب ذلك بنفسه في البداية وقد يصاحب ذلك أعراض أخرى تتفاوت في حدتها بحسب المسبب الرئيسي وسرعة تطور الحالة وتشمل هذه الأعراض الحمى والقشعريرة وآلام البطن وقد يشعر المريض بأعراض شبيهة بالإنفلونزا مع تغير لون البول ليصبح داكنا ولون البراز ليصبح شاحبا بالإضافة إلى الشعور بالتعب وفقدان الوزن أو الحكة الجلدية.

تتعدد الأسباب المؤدية للإصابة باليرقان ويمكن تصنيفها بناء على مرحلة الخلل في دورة معالجة البيليروبين في الجسم فقد تنشأ المشكلة نتيجة زيادة هائلة في تحلل كريات الدم الحمراء بمعدل يفوق قدرة الكبد على التعامل معها كما يحدث في حالات فقر الدم الانحلالي أو عند امتصاص الجسم لكدمات دموية كبيرة.

أحيانا يكون الخلل في الكبد نفسه حيث يعجز عن تنقية الدم من البيليروبين بكفاءة كافية وذلك بسبب أمراض مثل الالتهابات الفيروسية كالتهاب الكبد بأنواعه أو فيروس إبشتاين بار أو نتيجة اضطرابات المناعة الذاتية أو عيوب وراثية نادرة كما يمكن لبعض الأدوية مثل البنسلين وموانع الحمل الفموية والستيرويدات أن تتسبب في هذه الحالة.

النوع الثالث من الأسباب يتعلق بوجود عائق أو انسداد يمنع تصريف البيليروبين من الكبد عبر القنوات الصفراوية وهو ما يعرف باليرقان الانسدادي ومن مسبباته الشائعة وجود حصوات في المرارة أو التهاباتها أو ظهور أورام في منطقة المرارة والبنكرياس مما يعيق التدفق الطبيعي للعصارة الصفراوية.

لا يوجد علاج مباشر للصفراء نفسها لأنها عرض وليست مرضا وإنما يركز العلاج بشكل كامل على معالجة السبب الأساسي الذي أدى لظهورها وبمجرد التعامل مع هذا السبب بنجاح تبدأ حالة اليرقان بالتحسن تدريجيا ويمكن للأطباء وصف علاجات لتخفيف الأعراض المزعجة المصاحبة مثل الأدوية التي تحد من الحكة الجلدية الشديدة.

يعتمد الخطر المرتبط بإهمال الحالة على المسبب الرئيسي فإذا كان السبب عدوى فيروسية فقد تنتشر العدوى وتصبح مزمنة أما إذا كان ناتجا عن فشل كبدي فقد تتطور المضاعفات لتصل إلى الغيبوبة أو الوفاة لذلك فإن التشخيص السريع والدقيق للمسبب هو أمر حيوي لتحديد مسار العلاج وتجنب المخاطر الصحية الخطيرة.

نظرا لتنوع أسباب اليرقان فإن الوقاية منه تتطلب اتباع نمط حياة صحي شامل ويشمل ذلك تجنب عدوى التهاب الكبد عبر أخذ اللقاحات اللازمة والحرص على النظافة الشخصية الجيدة كغسل اليدين باستمرار وتجنب مشاركة الإبر والامتناع عن تناول الكحول بإفراط والحفاظ على وزن مثالي ومراقبة مستويات الكوليسترول في الدم وتوخي الحذر عند تناول المكملات العشبية.