
شهدت أسواق الصاغة في مصر استقرارا ملحوظا في أسعار الذهب اليوم الأحد الموافق الثاني عشر من أكتوبر وذلك عقب موجة ارتفاعات كبيرة سجلها المعدن الأصفر خلال التعاملات السابقة تأثرا بالصعود القوي في الأسعار العالمية التي عززت من جاذبيته الاستثمارية.
تأتي هذه التطورات في السوق المحلية انعكاسا مباشرًا للأحداث العالمية حيث عادت أسعار الذهب للصعود بقوة بعد تصريحات للرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي أشار فيها إلى عدم وجود سبب لعقد لقاء مع نظيره الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية بعد أسبوعين كما كان مقررا.
وكان لهذه التصريحات وقع كبير على أسواق المال الأمريكية التي شهدت انهيارا في مؤشراتها قبيل إغلاق تعاملات الأسبوع حيث أغلق مؤشر S&P 500 على انخفاض بنسبة 2.7% بينما هوى مؤشر ناسداك لأسهم شركات التكنولوجيا بنسبة 3.6% وهو ما دفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة.
بلغ سعر الذهب من عيار 24 اليوم 6166 جنيها بينما سجل سعر الذهب عيار 21 الأكثر انتشارا 5395 جنيها ووصل سعر الذهب عيار 18 إلى 4624 جنيها في حين استقر سعر الجنيه الذهب عند مستوى 43160 جنيها.
إن تجدد تصعيد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين يلقي بظلاله على الدولار الأمريكي الذي انخفض بالأمس بنسبة 0.6% وهو أمر يدعم أسعار الذهب الذي تربطه بالعملة الأمريكية علاقة عكسية تاريخيا. يضاف إلى ذلك تزايد الإقبال على المعدن النفيس كملاذ آمن في ظل المخاوف المتنامية من التداعيات السلبية للنزاع التجاري على مستويات الأسعار ومعدلات النمو الاقتصادي العالمي.
تترقب الأسواق العالمية عن كثب مجموعة من المخاطر الأخرى التي تدعم صعود الذهب وتشمل احتمالية انهيار الحكومة الفرنسية والتوترات الجيوسياسية في اليابان فضلا عن استمرار الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة. كل هذه العوامل مجتمعة تمنح الذهب زخما قويا للبقاء في مسار صاعد وربما تسجيل مستويات تاريخية جديدة.
على صعيد السياسة النقدية يتوقع المستثمرون أن يقدم البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي على خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعي أكتوبر وديسمبر المقبلين استكمالا لقراره الأول بخفض الفائدة في شهر ديسمبر. وبشكل عام ورغم وجود فرص لتراجع الأسعار على المدى القصير نظرا لسرعة الارتفاع في الأسابيع الأخيرة إلا أن التوقعات على مدار العامين القادمين تشير إلى أن أسعار الذهب سترتفع بشكل حاد.