
مع حلول فصل الخريف وبداية انخفاض درجات الحرارة يزداد البحث عن أطباق تمنح الجسم الدفء والطاقة دون الشعور بالثقل وهو ما توفره شوربة البطاطا الحلوة بالكريمة والثوم التي تجمع بين القوام الناعم والنكهة الغنية واللون البرتقالي الجذاب لتكون وجبة مثالية لهذه الفترة من العام.
تعد البطاطا الحلوة بطلة هذا الطبق فهي من الخضروات الموسمية الغنية بالألياف والفيتامينات مثل فيتامين A و C فضلا عن مضادات الأكسدة التي تدعم صحة الجسم وتمنحه طاقة طبيعية لمقاومة الشعور بالخمول كما يضاف إليها الثوم المعروف بخصائصه الفعالة في تقوية جهاز المناعة ومكافحة نزلات البرد الموسمية.
لتحضير هذه الشوربة الخريفية ستحتاج إلى حبتين متوسطتين من البطاطا الحلوة بعد تقشيرهما وتقطيعهما إلى مكعبات وثلاثة فصوص من الثوم المهروس مع بصلة صغيرة مفرومة ناعما وملعقة كبيرة من الزبدة وأخرى صغيرة من زيت الزيتون وكوبين من مرق الدجاج أو الخضار ونصف كوب من كريمة الطبخ التي يمكن استبدالها بالحليب للحصول على نسخة أخف.
تكتمل قائمة المكونات بنصف ملعقة صغيرة من الزنجبيل المطحون أو الطازج المبشور ورشة قرفة خفيفة اختيارية تضفي طابعا خريفيا مميزا بالإضافة إلى الملح والفلفل الأسود حسب الذوق ويمكن استخدام البقدونس المفروم أو قليل من الفلفل الأحمر للتزيين عند التقديم.
تبدأ خطوات التحضير بتسخين الزبدة مع الزيت في قدر متوسط على نار هادئة ثم يضاف البصل ويقلب حتى يصبح شفافا وناعما بعدها يضاف الثوم المهروس مع التقليب لمدة دقيقة واحدة فقط حتى تفوح رائحته العطرية المميزة ثم تضاف مكعبات البطاطا الحلوة وتقلب مع الخليط لتتشرب النكهات.
بعد ذلك يضاف المرق ويترك الخليط ليغلي ثم تخفض الحرارة ويغطى القدر ويترك على نار هادئة لمدة عشرين دقيقة أو حتى تنضج مكعبات البطاطا تماما وتصبح طرية جدا عند اختبارها بشوكة وعندما تصل إلى هذه المرحلة يرفع القدر عن النار وتستخدم آلة الخلط اليدوية أو الخلاط الكهربائي لهرس المكونات حتى تتحول إلى مزيج ناعم وكريمي.
يعاد الحساء إلى النار وتضاف الكريمة أو الحليب ببطء مع التحريك المستمر لضمان امتزاج المكونات بشكل متجانس ثم تضاف التوابل من زنجبيل وقرفة وملح وفلفل أسود وتترك الشوربة على نار خفيفة جدا لمدة خمس دقائق إضافية لتتركز النكهات وتتجانس.
يمكن تقديم الشوربة ساخنة وتزيينها بالبقدونس المفروم أو رشة من الفلفل الأحمر لإضافة لمسة جمالية ونكهة ولتحويلها إلى وجبة متكاملة ومشبعة يمكن تقديمها إلى جانب شرائح من الخبز المحمص بالثوم والزبدة أو خبز الحبوب الكاملة كما يمكن إثراء نكهتها بإضافة ملعقة من الجبن الكريمي أو رشة من جبن البارميزان قبل التقديم مباشرة.
للحصول على نسخة نباتية بالكامل يمكن استبدال كريمة الطبخ بحليب جوز الهند الذي يمنح الشوربة قواما أكثر نعومة وطعما استوائيا لطيفا يتناغم مع حلاوة البطاطا الطبيعية وهذه الشوربة ليست مجرد طبق لذيذ بل هي وجبة ذات قيمة غذائية عالية فالبطاطا الحلوة مصدر غني بالبيتا كاروتين الضروري لصحة العين والبشرة بينما يساعد الثوم والزنجبيل على تعزيز المناعة ومحاربة الالتهابات.
يمكن الاحتفاظ بشوربة البطاطا الحلوة في الثلاجة لمدة تصل إلى ثلاثة أيام داخل وعاء محكم الإغلاق وعند إعادة تسخينها يفضل وضعها على نار هادئة مع إضافة القليل من الماء أو الحليب لاستعادة قوامها الكريمي كما أنها قابلة للتجميد لمدة أسبوعين في علب مخصصة دون أن تتأثر نكهتها.