واصل المعدن الأصفر العالمي مسيرته الصعودية القوية للأسبوع الثامن على التوالي محققا مستوى تاريخيا جديدا حيث يجد الذهب دعما قويا من تصاعد المخاوف السياسية العالمية واستمرار إغلاق الحكومة الأمريكية فضلا عن تجدد التوترات في الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
شهدت الأسواق حالة من الاضطراب بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة التي أشار فيها إلى عدم وجود سبب للقاء نظيره الصيني شي جين بينغ كما كان مخططا له في كوريا الجنوبية بعد أسبوعين مؤكدا أن إدارته تدرس فرض زيادة ضخمة في الرسوم الجمركية على الواردات الصينية الأمر الذي أدى إلى انهيار مؤشرات الأسهم الأمريكية قبل إغلاق تعاملات الأسبوع حيث هبط مؤشر S&P 500 بنسبة 2.7% وتراجع مؤشر ناسداك التكنولوجي بنسبة 3.6%.
تتضافر عدة عوامل أخرى لتعزيز جاذبية الذهب كملاذ آمن فالمستثمرون يراقبون عن كثب المخاطر المتعلقة باحتمال انهيار الحكومة الفرنسية والتوترات الجيوسياسية في اليابان إلى جانب أزمة الإغلاق الحكومي في الولايات المتحدة كما يتوقع المتعاملون في الأسواق أن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل من أكتوبر وديسمبر القادمين بعد أن اتخذ أول قرار خفض للفائدة هذا العام في شهر ديسمبر.
على صعيد الأداء الرقمي قفز سعر أونصة الذهب عالميا خلال تداولات الأسبوع الماضي بنسبة 3.4% بعد أن افتتح الأسبوع عند مستوى 3891 دولارا ليغلق عند 4016 دولارا مسجلا أعلى مستوى تاريخي له عند 4059 دولارا للأونصة وبهذا يكون المعدن الثمين قد اخترق الحاجز النفسي الهام عند 4000 دولار للأونصة لأول مرة في تاريخه مما يعزز فرص تحقيق المزيد من المكاسب وقد بلغت نسبة ارتفاع الذهب منذ بداية العام 53%.
انعكست هذه الارتفاعات العالمية على السوق المحلية حيث سجلت أسعار الذهب في مصر المستويات التالية بلغ سعر جرام الذهب عيار 24 نحو 6166 جنيها بينما وصل سعر جرام الذهب عيار 21 الأكثر انتشارا إلى 5395 جنيها وسجل سعر جرام الذهب عيار 18 قيمة 4624 جنيها في حين بلغ سعر الجنيه الذهب 43160 جنيها.
رغم قوة الاتجاه الصاعد الحالي يرى محللون أن هناك احتمالية لحدوث تراجعات سعرية على المدى القصير نتيجة للسرعة الكبيرة التي ارتفعت بها الأسعار في الأسابيع الأخيرة ولكن النظرة المستقبلية على مدار العامين المقبلين تشير إلى أن أسعار الذهب من المرجح أن ترتفع بشكل حاد.
