
كشف بحث علمي حديث عن تأثير جانبي غير متوقع لأدوية إنقاص الوزن الشهيرة يتمثل في قدرتها على تشويش نتائج فحوصات طبية دقيقة وحيوية تستخدم في الكشف عن الأمراض الخطيرة مثل السرطان مما يثير قلقا متزايدا في الأوساط الطبية حول التشخيص الدقيق للمرضى وسلامتهم.
صُممت هذه الفئة من الأدوية المعروفة باسم ناهضات الببتيد الشبيه بالجلوكاجون GLP-1 في الأصل للتحكم في مرض السكري من النوع الثاني لكنها اكتسبت شهرة واسعة لقدرتها الفائقة على إنقاص الوزن. وتشير الإحصائيات إلى ارتفاع هائل في استخدامها بلغ 700 بالمئة بين عامي 2019 و2023 حيث أفاد ما يقرب من 12 بالمئة من البالغين في الولايات المتحدة باستخدام أحد هذه الأدوية مما يوضح حجم الاتجاه المتزايد نحوها.
أظهرت النتائج التي قدمها باحثون في مؤتمر للطب النووي أن هذه الأدوية قد تؤدي إلى نتائج مضللة في فحوصات التصوير المقطعي المحوسب بالإصدار البوزيتروني المعروفة اختصارا بـ PET-CT. ووجدت الدراسة أن المرضى الذين يتناولون هذه العلاجات يظهرون أنماطا غير طبيعية من امتصاص مادة الفلوروديوكسي جلوكوز FDG وهي مادة مشعة تستخدم في هذه الفحوصات لتحديد الخلايا النشطة كالخلايا السرطانية.
ويحمل هذا التداخل في نتائج الفحوصات عواقب وخيمة على المرضى. فالقراءة الخاطئة لأنماط الامتصاص قد تؤدي إلى تشخيصات غير صحيحة وتصنيف خاطئ لمراحل السرطان مما قد يتسبب في تأخير العلاج اللازم أو إخضاع المريض لاختبارات وتدخلات طبية إضافية لا حاجة لها وتزيد من قلقه.
لاحظ الباحث الرئيسي في الدراسة وجود امتصاص غير اعتيادي لدى أحد المرضى الذين يستخدمون هذه الأدوية مما دفعه إلى إجراء مراجعة شاملة كشفت عن تكرار هذه الظاهرة. وشدد على عدم وجود توجيهات إرشادية دولية حاليا للتعامل مع هذه المشكلة المستجدة وينصح الخبراء حاليا المتخصصين في التصوير الطبي بتوثيق تاريخ الأدوية للمرضى بشكل دقيق للمساعدة في تفسير نتائج الفحوصات بشكل صحيح.
على الرغم من أن الباحثين لا يوصون المرضى بإيقاف أدويتهم قبل إجراء الفحص فإنهم يؤكدون على أهمية هذه الملاحظات. ويسعى الفريق البحثي حاليا إلى توسيع نطاق جمع بياناته من مراكز تصوير متعددة لتقديم أدلة قوية تدعم وضع مبادئ توجيهية رسمية في المستقبل كما يخططون للتعاون على مستوى دولي لضمان توحيد معايير تفسير الفحوصات للمرضى في جميع أنحاء العالم.