
يواجه الكثيرون صعوبة في التمييز بين آلام البطن العادية والنوبات الحادة الناتجة عن التهاب الزائدة الدودية نظرا للتشابه المبدئي في الأعراض. هذا الالتباس قد يؤخر طلب الرعاية الطبية العاجلة مما يرفع من خطورة حدوث مضاعفات خطيرة أبرزها انفجار الزائدة وما يتبعه من تداعيات صحية.
تعرف الزائدة الدودية بأنها جزء صغير مجوف يشبه الإصبع في شكله يتصل بالأمعاء الغليظة ويقع في الجزء الأيمن السفلي من البطن. وعلى الرغم من أن طولها لا يتعدى عشرة سنتيمترات فإن التهابها يصنف ضمن أخطر المشكلات الصحية التي تصيب الجهاز الهضمي وأكثرها شيوعا عالميا.
تبدأ رحلة الألم المصاحب لالتهاب الزائدة الدودية عادة بشكل مفاجئ وحاد لدرجة قد تدفع المريض للاستيقاظ من نومه. ينطلق الألم في الغالب من المنطقة المحيطة بالسرة أو الجزء العلوي من البطن ثم ينتقل تدريجيا ليستقر في الجانب الأيمن السفلي. وتزداد حدة هذا الوجع بشكل ملحوظ عند القيام بحركات مفاجئة مثل المشي أو الانحناء وكذلك عند السعال أو العطس أو عند الضغط المباشر على منطقة الألم.
إلى جانب الألم المميز تظهر مجموعة من العلامات الأخرى التي تنذر بالتهاب الزائدة. يفقد المريض شهيته للطعام بشكل كبير وقد يعاني من الغثيان الذي يتطور إلى القيء أحيانا. كما يصاحب الحالة ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم يتراوح بين 37.5 و 38 درجة مئوية مع شعور بالانتفاخ وتراكم الغازات في البطن.
قد تطرأ أيضا تغيرات على طبيعة حركة الأمعاء لدى المصاب فيعاني البعض من الإمساك بينما يشكو آخرون من الإسهال. وقد يشعر المريض كذلك بعسر في الهضم كعرض ثانوي مصاحب للأعراض الرئيسية.
تتفاقم الأعراض بشكل كبير في حال انفجار الزائدة الدودية وهو ما يتطلب تدخلا طبيا فوريا. تشمل علامات الانفجار الشعور بألم حاد ومفاجئ لا يحتمل في البطن وقفزة كبيرة في درجة الحرارة لتصل إلى ما بين 39 و 40 درجة. ويترافق ذلك مع تسارع ملحوظ في معدل ضربات القلب وصعوبة في التنفس قد تصل في بعض الحالات إلى حد الإغماء.
لتأكيد تشخيص التهاب الزائدة الدودية يعتمد الأطباء على الفحص السريري العام للمريض وأعراضه الظاهرة والذي قد يتضمن فحصا للمستقيم. وتجرى اختبارات للدم لكشف علامات الالتهاب مثل ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء بالإضافة إلى تحليل للبول لاستبعاد وجود التهابات في المسالك البولية. وفي بعض الأحيان يتم اللجوء إلى التصوير بالأشعة السينية على الصدر للتأكد من أن الألم ليس ناجما عن التهاب رئوي في الجزء السفلي من الرئة اليمنى كما يستخدم التصوير بالموجات فوق الصوتية كوسيلة حاسمة للتأكد من حالة الزائدة الدودية.