يؤكد خبراء التغذية أن إدراج بذور الشيا المنقوعة ضمن النظام الغذائي اليومي لمدة أسبوعين فقط يمكن أن يحدث تحولا ملحوظا في صحة الجسم العامة. ويعود هذا التأثير الإيجابي إلى قيمتها الغذائية العالية التي تعزز وظائف الجهاز الهضمي وصحة القلب وترفع مستويات الطاقة والحيوية بشكل واضح خلال الأيام الأولى من الاستخدام المنتظم.
ويستند هذا الرأي إلى تأكيدات الدكتور سوراب سيثي الذي تلقى تدريبه في مؤسسات عالمية مرموقة مثل هارفارد وستانفورد حيث يوضح أن تناول ملعقتين يوميا من هذه البذور بعد نقعها يوفر للجسم فوائد صحية هامة.
تكمن إحدى أبرز فوائد بذور الشيا في محتواها الغني بالألياف التي تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء. وعند نقعها تتحول هذه البذور داخل المعدة إلى مادة هلامية يتضاعف حجمها إلى ما يقارب اثني عشر مرة مما يبطئ عملية الهضم ويمنح شعورا بالامتلاء والشبع لفترات طويلة ويقلل الرغبة في تناول وجبات خفيفة.
هذه المادة الهلامية المتكونة لا تمنح الشبع فقط بل تلعب دورا حيويا في إبطاء امتصاص الكربوهيدرات وهو ما يساعد على استقرار مستويات السكر في الدم. وفي الوقت نفسه تعمل أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة بوفرة على مكافحة الالتهابات وتحسين مستويات الكوليسترول مما يساهم في حماية القلب وتقليل مخاطر الإصابة بأمراضه.
وتعد بذور الشيا كنزا من العناصر الغذائية فملعقة كبيرة واحدة منها قادرة على تأمين ما بين ثلاثين إلى أربعين بالمئة من حاجة الجسم اليومية للألياف. كما أنها مصدر غني بالمعادن الأساسية لصحة العظام مثل الكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور إضافة إلى مضادات أكسدة قوية مثل كيرسيتين وحمض الكلوروجينيك التي تحارب الإجهاد التأكسدي في الجسم.
لتحقيق أقصى استفادة من هذه العناصر الغذائية يوصي الأطباء بنقع ملعقتين كبيرتين من بذور الشيا لمدة لا تقل عن خمس ساعات أو طوال الليل في سائل مثل الماء أو الحليب أو الزبادي. هذه العملية تجعل قشرتها لينة وتسهل هضمها وتجنب أي خطر للاختناق. ويمكن إضافة البذور المنقوعة بسهولة إلى العصائر أو أطباق الشوفان والسلطات أو خلطها مع حبوب الإفطار كما تستخدم في المخبوزات كبديل صحي للبيض.
وينصح الخبراء الأشخاص الذين يعانون من حالات مثل القولون العصبي أو ضعف في عملية الهضم بالبدء بكميات صغيرة جدا من بذور الشيا ثم زيادتها تدريجيا للسماح للجهاز الهضمي بالتأقلم معها وتجنب أي شعور بالانزعاج.
