أوضح الدكتور تامر عبد الحميد استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أن أنيميا فقر الدم تعتبر من أكثر المشكلات الصحية التي تواجه الأطفال وتؤثر بشكل مباشر على نشاطهم وقدرتهم على النمو السليم. ويعرف فقر الدم بأنه انخفاض في عدد كرات الدم الحمراء أو في مستوى الهيموجلوبين الذي يحمل الأكسجين إلى مختلف خلايا الجسم مما يؤدي إلى عدم وصول كمية كافية من الأكسجين لأعضاء الطفل وهو ما يفسر شعوره الدائم بالخمول والتعب والدوخة.
تتعدد أنواع الأنيميا التي قد تصيب الأطفال وتختلف أسبابها وأعراضها وطرق علاجها فمنها ما هو مرتبط بنقص التغذية ومنها ما هو وراثي. النوع الأكثر شيوعا هو أنيميا نقص الحديد التي تحدث نتيجة اتباع نظام غذائي يفتقر إلى المصادر الغنية بالحديد مثل اللحوم والكبدة والبقوليات والعسل الأسود. وتشمل أعراضها شحوب الوجه وفقدان الشهية وقد تتسبب في تأخر الكلام أو المشي لدى الطفل بالإضافة إلى تكسر الأظافر ويكون علاجها بتعزيز النظام الغذائي بأطعمة غنية بالحديد وفيتامين سي بالإضافة إلى المكملات الغذائية التي يصفها الطبيب.
يأتي بعد ذلك أنيميا نقص الفيتامينات وتحديدا فيتامين بي 12 أو حمض الفوليك والتي تنجم عن نظام غذائي فقير بالبروتين الحيواني أو وجود مشاكل في امتصاص هذه الفيتامينات بالجسم. ومن علاماتها الشعور بالإرهاق العام وتنميل الأطراف وتأخر النمو وضعف الذاكرة. ويعتمد علاجها على تنويع مصادر الطعام وتناول مكملات الفيتامينات بعد استشارة طبية متخصصة.
وهناك أيضا أنواع أخرى من فقر الدم مثل الأنيميا المزمنة التي ترتبط بأمراض أخرى يعاني منها الطفل كالالتهابات المزمنة أو أمراض الكلى والمناعة حيث يركز العلاج في هذه الحالة على معالجة المرض الأساسي مع تحسين التغذية. بالإضافة إلى ذلك توجد الأنيميا الوراثية مثل أنيميا البحر المتوسط والأنيميا المنجلية واللتين تحدثان بسبب خلل جيني يؤثر على شكل أو إنتاج كرات الدم الحمراء وتتطلب هذه الحالات متابعة دورية مع طبيب أمراض الدم وقد تحتاج إلى نقل دم أو علاجات متخصصة حسب كل حالة.
وللوقاية من إصابة الأطفال بفقر الدم شدد الدكتور تامر عبد الحميد على ضرورة حرص الأمهات على تضمين وجبات أطفالهن مصادر غنية بالحديد وفيتامين سي الذي يساعد على امتصاصه. ونصح بالتقليل من تقديم مشروبات مثل الشاي والكاكاو للأطفال بعد تناول الطعام مباشرة لأنها تعيق امتصاص الجسم للحديد. كما أكد على أهمية التوجه لعمل تحليل صورة دم كاملة في حال ملاحظة أي علامات تعب مستمر أو شحوب على الطفل مع التحذير من إعطاء الطفل أي مكملات حديد دون استشارة طبية لتحديد الجرعة المناسبة.
