
على الرغم من الشهرة الواسعة التي يحظى بها ماء الليمون كمشروب صباحي مثالي لتعزيز الصحة والترطيب وإمداد الجسم بفيتامين ج، إلا أن هذا المشروب الذي يروج له خبراء التغذية والمؤثرون قد لا يكون الخيار الأنسب للجميع بل قد يتسبب في تفاقم بعض الحالات الصحية الموجودة مسبقًا أو يؤدي لظهور آثار جانبية غير مرغوبة.
قد يكون تناول ماء الليمون خيارًا سيئًا للأشخاص الذين يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي العلوي مثل ارتجاع المريء أو حرقة المعدة المتكررة. تعود المشكلة إلى أن الليمون شديد الحموضة وهذه الحموضة قد تهيج بطانة المريء وتسبب ارتخاء في العضلة العاصرة المريئية السفلية وهي المسؤولة عن منع حمض المعدة من الصعود للأعلى مما يؤدي إلى الشعور بالحرقة المزعجة في الصدر والحلق. لذلك ينصح هؤلاء الأفراد بتجنب شرب ماء الليمون خاصة على معدة فارغة واستبداله بالماء العادي أو شاي الأعشاب.
يمتد تأثير حمض الستريك الموجود في الليمون ليصل إلى صحة الفم والأسنان. يمكن لهذا الحمض أن يتسبب في تآكل مينا الأسنان تدريجيًا مع مرور الوقت مما يجعل الأسنان أكثر حساسية وعرضة لتغير اللون والتسوس. إذا كان الشخص يعاني بالفعل من حساسية الأسنان أو تراجع اللثة أو تآكل المينا فإن ماء الليمون قد يزيد الأمر سوءًا. كما أن هذا الحمض يؤدي إلى تهيج قروح الفم المفتوحة أو التهاب الحلق مما يسبب ألمًا حادًا ويؤخر عملية الشفاء بدلًا من تهدئة الأنسجة الملتهبة.
يمكن أن يتفاعل عصير الليمون بشكل سلبي مع بعض الأدوية. تؤثر حموضة الليمون ومركباته على طريقة امتصاص الجسم أو استقلابه لبعض الأدوية خاصة تلك المخصصة لعلاج ضغط الدم أو السكري أو مشكلات الغدة الدرقية. لهذا السبب يجب على أي شخص يتناول أدوية بشكل منتظم استشارة مقدم الرعاية الصحية قبل جعل ماء الليمون جزءًا من روتينه اليومي لتجنب أي تداخلات دوائية محتملة.
على الرغم من الترويج لماء الليمون كمساعد على الهضم إلا أنه قد يسبب نتائج عكسية لدى أصحاب المعدة الحساسة أو الذين يعانون من حالات مثل التهاب المعدة أو متلازمة القولون العصبي. يمكن لحموضته أن تهيج بطانة المعدة وتؤدي إلى أعراض مثل التشنج أو الغثيان أو الانتفاخ أو حتى الإسهال. إذا كان لا بد من تناوله فيفضل تخفيفه بكمية أكبر من الماء وشربه مع الطعام وليس على معدة خاوية.
توجد فئات أخرى يجب أن تتوخى الحذر. على سبيل المثال قد يعاني البعض من حساسية نادرة تجاه الحمضيات تظهر أعراضها على شكل حكة أو طفح جلدي أو تورم وصعوبة في التنفس. كما أن ماء الليمون له تأثير خفيف مدر للبول مما يزيد من إنتاج البول وقد يعرض الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بكثرة أو يعيشون في مناخات حارة لخطر الجفاف أو اختلال توازن الأملاح والمعادن في الجسم إذا لم يعوضوا السوائل المفقودة.
هناك اعتبارات إضافية يجب أخذها بالحسبان. بعض المركبات الموجودة في الليمون قد تزيد من حساسية الجلد لأشعة الشمس مما يستدعي استخدام واق شمسي بانتظام. ومن المفارقات أنه بينما يساعد عصير الليمون في الوقاية من حصوات الكلى بفضل محتواه من السيترات فإن قشر الليمون الذي يستخدم أحيانًا في تحضير الماء المنقوع يحتوي على الأكسالات والتي قد تزيد من خطر تكوين الحصوات لدى بعض الأشخاص المعرضين لذلك.
لجعل عادة شرب ماء الليمون أكثر أمانًا ينصح الخبراء بتخفيف كمية قليلة من عصير الليمون في كوب كبير من الماء. ويفضل شربه باستخدام الشفاطة لتقليل ملامسة الحمض للأسنان مباشرة مع ضرورة مضمضة الفم بالماء العادي بعد الانتهاء من شربه وتجنب تفريش الأسنان فورًا لأن المينا تكون في حالة أضعف.