التبول اللاإرادي عند طفلك: خطوات علاجية بسيطة تضمن لكِ ليالٍ جافة

التبول اللاإرادي عند طفلك: خطوات علاجية بسيطة تضمن لكِ ليالٍ جافة
التبول اللاإرادي عند طفلك: خطوات علاجية بسيطة تضمن لكِ ليالٍ جافة

يمثل التبول اللاإرادي لدى الأطفال إحدى المشكلات الشائعة التي تثير قلق العديد من الأسر وتسبب إزعاجا كبيرا للأمهات حيث تتعدد أسبابه بين عوامل عضوية ومرضية وأخرى نفسية مما يجعل التعامل مع هذه الحالة يتطلب فهما عميقا لطبيعتها وصبرا طويلا خلال فترة العلاج.

وتتنوع الأسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة فمنها ما هو عضوي بحت مثل تأخر نمو المثانة أو صغر حجمها مقارنة بعمر الطفل مما يقلل قدرتها على استيعاب البول لفترات طويلة. وفي حالات أخرى ينتج الجسم كميات بول أكبر خلال الليل نتيجة لنقص هرمون معين مسؤول عن تقليل إدرار البول ليلا. كما أن وجود مشكلات في الجهاز البولي مثل التهابات المسالك أو ضعف عضلات التحكم أو حتى الإمساك المزمن الذي يضغط على المثانة يمكن أن يكون سببا مباشرا للمشكلة.

ولا يمكن إغفال العوامل الوراثية فإذا كان أحد الوالدين قد عانى من المشكلة نفسها في طفولته يرتفع احتمال تكرارها لدى الطفل. كما تلعب الحالة النفسية دورا محوريا فالضغوط مثل الانتقال لمدرسة جديدة أو ولادة طفل آخر في الأسرة أو المشاكل العائلية قد تسبب قلقا وتوترا ينعكس في صورة تبول لاإرادي. وبالمثل فإن بعض الأطفال ينامون بعمق شديد فلا يستيقظون عند شعورهم بامتلاء المثانة.

إن التعامل مع هذه المشكلة يتطلب حكمة بالغة من جانب الوالدين حيث إن تأنيب الطفل أو إهانته أمام إخوته أو السخرية منه يأتي بنتائج عكسية تماما. فهذه التصرفات تهز ثقة الطفل بنفسه وتزيد من قلقه مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة بدلا من حلها. لذا يعد الدعم النفسي وتجنب الحديث عن الأمر أمام الآخرين حجر الزاوية في رحلة العلاج.

ويقدم الخبراء مجموعة من الإرشادات العملية التي يمكن أن تساعد في التغلب على المشكلة تدريجيا ومن أهمها تنظيم شرب السوائل ومنع الطفل من تناولها قبل موعد النوم بساعتين على الأقل. ومن الضروري أيضا تعويد الطفل على الذهاب إلى الحمام وتفريغ المثانة بالكامل قبل الخلود إلى الفراش مباشرة مع محاولة إيقاظه مرة أخرى بعد نحو ساعتين من نومه للتبول.

وإلى جانب ذلك ينصح بتجنب المشروبات التي تزيد من إدرار البول كالشاي والمشروبات الغازية ورقائق البطاطس. ويمكن تدريب الطفل خلال النهار على تأخير رغبته في التبول لبعض الوقت لتقوية عضلات المثانة. ويعد تشجيع الطفل وتقديم الهدايا الرمزية له في الأيام التي يستيقظ فيها جافا أسلوبا فعالا لتعزيز سلوكه الإيجابي. وفي حال استمرار المشكلة يجب استشارة الطبيب لعلاج أي التهابات بولية محتملة أو لوصف بعض الأدوية المساعدة إذا لزم الأمر.