
أطلق خبراء في مجال التغذية تحذيرات مشددة بشأن مقاطع فيديو منتشرة على منصات التواصل الاجتماعي تروج لشرب بيكربونات الصوديوم المذابة في الماء كوسيلة سحرية لفقدان الوزن وتعزيز الأداء الرياضي وحتى مكافحة الأمراض الخطيرة مؤكدين أن هذه النصائح تفتقر لأي أساس علمي وتشكل خطرا حقيقيا على صحة المتابعين.
وحذر الأطباء من أن الإفراط في تناول هذا المركب الكيميائي قد يؤدي إلى عواقب صحية وخيمة فبسبب محتواه العالي جدا من الصوديوم حيث تحتوي ملعقة صغيرة واحدة على ما يقارب 1200 ملليغرام وهو ما يعادل تقريبا الحد الأقصى الموصى به يوميا فإن استهلاكه يرفع من خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم واختلال توازن الأملاح والمعادن في الجسم المعروف بالإلكتروليتات فضلا عن أعراض مباشرة ومزعجة تشمل الانتفاخ والتقيؤ وتشنجات المعدة الحادة.
ويوضح المتخصصون أن بيكربونات الصوديوم أو صودا الخبز ما هي إلا مركب كيميائي قلوي يستخدم بشكل أساسي في صناعة المخبوزات وأعمال التنظيف المنزلية ورغم استخدامها أحيانا كمضاد مؤقت للحموضة لقدرتها على معادلة أحماض المعدة فإن استهلاكها بانتظام لهذا الغرض يعطل العملية الهضمية الطبيعية وقد يخل بتوازن درجة حموضة الجسم بالكامل ويؤثر سلبا على امتصاص العناصر الغذائية الحيوية.
أما الادعاءات التي تربط بين صودا الخبز وإنقاص الوزن أو الوقاية من السرطان فهي محض خرافات لا تدعمها أي أبحاث علمية موثوقة وأشار الخبراء إلى أن بعض التجارب التي أجريت على الحيوانات وأظهرت تأثيرا محتملا على الالتهابات أو نمو الأورام لا يمكن تعميم نتائجها على البشر إطلاقا ولا تعد أساسا لتقديم نصائح طبية.
وفيما يتعلق بتحسين وظائف الكلى شدد الخبراء على أن أي استخدام لبيكربونات الصوديوم في علاج أمراض الكلى المزمنة يجب أن يكون تحت إشراف طبي صارم وحصري لأن الاستخدام العشوائي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الحالة بدلا من علاجها وإحداث خلل في توازن حموضة الدم.
ورغم وجود بعض الدراسات المحدودة التي تشير إلى أن صودا الخبز قد تحسن مؤقتا من قدرة التحمل لدى الرياضيين عبر تأخير الشعور بالإرهاق الناتج عن تراكم الأحماض أثناء التمارين الشاقة إلا أن هذه الفائدة المحتملة لا تبرر المخاطر المصاحبة لها حيث إن الجرعات المطلوبة لتحقيق هذا التأثير غالبا ما تسبب اضطرابات معوية شديدة.
ويؤكد خبراء الصحة العامة على ضرورة عدم الانسياق وراء التوجهات الرائجة على منصات التواصل الاجتماعي التي غالبا ما يكون هدفها الأساسي هو حصد المشاهدات والتفاعلات دون الاكتراث بالسلامة أو تقديم معلومات طبية دقيقة وموثوقة.