
أثارت المخرجة إيناس الدغيدي اهتماما واسعا على منصات التواصل الاجتماعي بعد تصريحاتها عن خضوعها لعلاج مبتكر بالخلايا الجذعية بتكلفة باهظة تصل إلى أربعين ألف دولار بهدف تجديد نضارة البشرة ومقاومة آثار الشيخوخة. وأوضحت الدغيدي أن هذه التجربة لم تكن حديثة بل تمت قبل سنوات على يد طبيب أوكراني.
وكشفت المخرجة تفاصيل تجربتها خلال ظهورها في أحد البرامج التلفزيونية حيث أكدت أن لجوءها لهذا العلاج كان لغرض علاجي في المقام الأول وليس تجميليا كما يعتقد البعض. وذكرت أنها عانت من آلام حادة في الركبة عقب إصابتها بفيروس كورونا وهو ما دفعها للخضوع لجلسة الحقن التي شملت مناطق متفرقة من جسدها كالوجه والعضلات والركبة وقد ساعدها ذلك بشكل كبير على التعافي. ونفت الدغيدي ما تردد حول انتظامها على تلقي هذه الحقن مؤكدة أنها كانت جلسة علاجية لمرة واحدة فقط. وأشارت إلى أنها حصلت على الحقنة بسعر مخفض بفضل علاقتها بصديقتها التي تملك المستشفى الذي أجري فيه العلاج.
ويعد العلاج بالخلايا الجذعية واحدا من أحدث صيحات الطب التجديدي حيث تعتمد فكرته على قدرة هذه الخلايا الفريدة على التحول والتخصص إلى أي نوع آخر من خلايا الجسم كخلايا الجلد أو العضلات أو العظام. وهذه القدرة الاستثنائية تمنحها دورا محوريا في إصلاح الأنسجة التالفة وتجديدها وهو ما جعلها محط اهتمام في مجالات متعددة مثل علاج الأمراض المزمنة ومكافحة الشيخوخة وعلاج مشاكل المفاصل.
وتعمل الخلايا الجذعية عن طريق إفراز عوامل نمو تحفز الجسم على إصلاح نفسه ذاتيا إذ تساهم في تعزيز إنتاج الكولاجين الذي يمنح البشرة مرونتها ومظهرها الشاب. كما تلعب دورا في تقليل الالتهابات المزمنة المرتبطة بالتقدم في العمر وأمراض المفاصل بالإضافة إلى تحسين كفاءة الجهاز المناعي وتخفيف الإجهاد التأكسدي على مستوى الخلايا. وعلى الرغم من أن بعض الدراسات أظهرت نتائج واعدة في تجديد البشرة وتحسين الحركة وتخفيف الألم المزمن إلا أن النتائج قد تختلف من شخص لآخر ولا يزال هذا المجال قيد البحث العلمي المكثف.
وتتفاوت تكلفة العلاج بالخلايا الجذعية بشكل كبير عالميا حيث تتراوح بين عشرين ألفا وستين ألف دولار ويعتمد السعر على طبيعة العلاج ومصدر الخلايا المستخدمة وطريقة الحقن. وتتركز المراكز الطبية المتخصصة التي تقدم هذه التقنية المتقدمة في دول مثل أوكرانيا وسويسرا وألمانيا وكوريا الجنوبية وتعد أسعارها مرتفعة نظرا لاعتمادها على تقنيات معقدة ومختبرات عالية التجهيز.
وعلى الرغم من النتائج المشجعة التي تظهرها هذه التقنية إلا أن منظمات طبية دولية مثل منظمة الصحة العالمية والهيئة الأوروبية للأدوية تصدر تحذيرات مستمرة من اللجوء إلى هذه العلاجات خارج إطار الإشراف الطبي الموثوق. وتشدد هذه الجهات على خطورة الخضوع للعلاج في مراكز غير معتمدة أو تلك التي لا تتبع بروتوكولات علمية معترف بها حيث قد تتسبب بعض العلاجات التجارية غير المرخصة في مضاعفات خطيرة كالعدوى أو رفض الجسم للخلايا المحقونة.
وتشمل الاستخدامات المحتملة للخلايا الجذعية تجديد خلايا الجلد وتحفيز الكولاجين لتقليل التجاعيد وفي علاج المفاصل تستخدم لإصلاح الغضاريف وتخفيف الالتهاب كما في حالات خشونة الركبة. وتساهم أيضا في تسريع تعافي العضلات بعد الإصابات وتجديد خلايا الدم لدعم المناعة. لكن يبقى هذا النوع من العلاج قيد الدراسة في العديد من دول العالم ولم يحصل بعد على اعتماد رسمي شامل من المنظمات الصحية العالمية.