
يواجه العديد من الأفراد تحديا كبيرا خلال فترة المساء يتمثل في صعوبة السيطرة على الشهية والرغبة في تناول الأطعمة السكرية بعد وجبة العشاء. هذه العادة التي قد تبدو غير ضارة يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في مستويات سكر الدم وتفاقم خطر الإصابة بزيادة الوزن ومقاومة الإنسولين على المدى البعيد.
تقدم الحلول الطبيعية بدائل فعالة للتحكم في هذه الرغبة حيث يمكن لمجموعة من المشروبات الصحية أن تساهم في تحقيق توازن الجلوكوز في الجسم وكبح الشهية الليلية دون الاعتماد على الأدوية. يأتي على رأس هذه الخيارات شاي القرفة أو منقوعها فالقرفة تشتهر بمركباتها النشطة التي تعزز حساسية الخلايا للإنسولين مما يسهل عملية امتصاص الجلوكوز من الدم. إن تناول كوب دافئ من هذا المشروب مساء يمنع الارتفاع الحاد في السكر بعد الطعام ويمنح شعورا بالاسترخاء. يمكن تحضيره بغلي عود قرفة في الماء ثم تركه ليبرد ويمكن تحسين مذاقه بشريحة ليمون.
يأتي شاي الزنجبيل كخيار آخر له فوائد جمة فهو لا يقتصر على منح الدفء في الليالي الباردة بل يعمل على تحسين عمليات الأيض وتنظيم سكر الدم. يساعد الزنجبيل في تعزيز وظيفة الإنسولين ويخفف من الالتهابات التي قد تكون سببا في مقاومة الجسم له. كما أنه يقلل الشهية بشكل طبيعي عبر تحفيز الشعور بالامتلاء ويمكن إعداده بغلي شرائح الزنجبيل الطازج في الماء.
من جهة أخرى يعتبر منقوع الحلبة علاجا تقليديا معروفا بقدرته على ضبط الجلوكوز بفضل محتواه الغني بالألياف القابلة للذوبان. هذه الألياف تبطئ من سرعة امتصاص السكريات في الجهاز الهضمي كما تمنح شعورا بالشبع يقلل من الرغبة في الأكل ليلا. يتم تحضيره بنقع بذور الحلبة في الماء الساخن وشرب المنقوع في المساء قبل النوم.
يعد خل التفاح الطبيعي أحد أكثر المكونات التي أثبتت الدراسات فعاليتها في تحسين استجابة الجسم للإنسولين وضبط السكر بعد تناول الوجبات. ينصح بتناول ملعقة صغيرة منه مخففة في كوب من الماء قبل النوم بنصف ساعة. يعمل خل التفاح على إبطاء عملية إفراغ المعدة مما يعزز الإحساس بالشبع لفترة أطول ويحد من الرغبة في تناول الحلويات.
يعتبر مشروب الحليب الذهبي أو الحليب بالكركم خيارا مثاليا للمساء حيث يحتوي على مادة الكركمين الفعالة في موازنة السكر وتقليل الالتهابات. عند مزجه مع حليب قليل الدسم أو حليب نباتي مثل حليب اللوز يتحول إلى مشروب مغذ ومهدئ. يتم تحضيره بغلي الحليب مع قليل من الكركم ورشة قرفة مما يساعد على الاسترخاء والنوم الهادئ.
لا يمكن إغفال شاي البابونج كمشروب مثالي قبل النوم فهو لا يساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم فحسب بل يمتلك خصائص تساهم في تنظيم سكر الدم. يحتوي البابونج على مضادات أكسدة تقلل من الالتهابات المرتبطة بمرض السكري وتحد من نوبات الجوع الليلي الناتجة عن التوتر النفسي.
يبرز كذلك مشروب الشوفان بالحليب كحل صحي ومُشبع فهو مصدر غني بالألياف الذائبة التي تحافظ على استقرار مستويات الطاقة في الدم. يمكن إعداد مشروب دافئ بخلط الشوفان مع حليب نباتي وتحليته بالقرفة ليمنح شعورا بالامتلاء ويقلل من الرغبة في تناول الوجبات الخفيفة.
أما أبسط الحلول وأكثرها فاعلية فهو الماء الدافئ بالليمون. هذا المشروب يساعد على تنظيف الجهاز الهضمي وتهيئة الجسم للراحة. يحتوي الليمون على فيتامين سي ومضادات أكسدة تحفز وظائف الكبد وتساعد على موازنة السكر كما أنه يقلل من الشهية المرتبطة بالأكل العاطفي.
لضمان تحقيق الفائدة المرجوة من هذه المشروبات من المهم تناولها قبل ساعة من موعد النوم لتجنب أي تأثير على عملية الهضم. يجب الامتناع تماما عن إضافة السكر أو المحليات الصناعية إليها. يفضل التنويع بين هذه المشروبات لتجنب التعود على نوع واحد فقط مع ضرورة مراقبة استجابة الجسم خاصة للأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مثل السكري أو انخفاض ضغط الدم ويفضل استشارة الطبيب قبل اعتماد أي منها بشكل يومي.